آخر تحديث: الجمعة 26 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
أيها الأغنياء أنفقوا ولا تمُنُّوا

أيها الأغنياء أنفقوا ولا تمُنُّوا

تاريخ الإضافة: 2016/03/05 | عدد المشاهدات: 1097

أيها الأغنياء: لا تُبطِلوا إنفاقكم بالمنِّ أو بإيذاء المنفَق عليه في شعوره أو في كرامته أو في أساسٍ من أساسات وجوده الماديّ والمعنوي: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثمَّ لا يُتبعونَ ما أنفقوا منّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، (يا أيها الذين آمنوا لا تُبطِلوا صدقاتكم بالمنِّ والأذى كالذي يُنفِقُ ماله رئاء الناس ولا يُؤمن بالله واليوم الآخر...) فما بالُ بعض الأغنياء اليوم من أفرادٍ أو منظَّمات أو جمعيات أو دولٍ يُنفقون ويمُنُّون وقد يُؤذون فيهدِّدون ويُرعبون ويُخوِّفون، فهل هكذا تورَد يا سعد الإبل ؟!!

لقد دعانا ديننا الحنيف وعروبتنا الأصيلة إلى إنفاقٍ في السرّ حتى لا تعلم شمال المنفق ما تنفق يمينُه، وكذلك إلى قولٍ معروفٍ مُقترنٍ بالعطاء، فلن يكُون عطاؤك وإنفاقك طيّباً إلا إذا اقترنَ بكلمةٍ طيبة ملؤها السَّماحة واللُّطف والرفق بل والاعتراف بفضل المنفَق عليه لأنه كان الوسيلة في فعلك الإنفاق أيها المنفق، وأيضاً نحن ندعو المنفقين -إنْ أرادوا ربَّهم بإنفاقهم- أنْ يتجرَّدوا عن الأغراض الشخصيَّة وهم يُنفقون، ورضيَ الله عن السيِّدة عائشة؛ فقد رويَ عنها أنها إنْ أعطت ذا حاجةٍ حاجته المادِّية فدعا لها دعت له بمثل ما دعا لها وقالت: حتى يُكافئ الدعاءُ الدعاءَ، وتبقى الصَّدقة أو العطاء لله جلَّ شأنه.

أيها الأغنياء: لا تحوِّلوا الإنفاق إلى ابتزازٍ أو شراءِ ضمائر، ولا تستغلُّوا أصحابَ الحاجات ليكونوا إمَّعة مقابل الإنفاق والعطاء، ردِّدوا يا هؤلاء دائماً: اللهم طهِّر لساني من الكذب، وقلبي من النِّفاق، وعيني من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والحمد لله رب العالمين.

حلب الخير

 السبت 25 جمادى الأولى 1437

5 آذار 2016

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق