آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الزم الرحمن

الزم الرحمن

تاريخ الإضافة: 2016/06/13 | عدد المشاهدات: 1305

قال لي صديقٌ باحثٌ: أريدُ أن أقوم ببحثٍ عن بعض مَن شذُّوا وهم يُفسِّرون القرآن الكريم، فما رأيك ؟ فأجبت: دعك ممَّن شذُّوا، وعليك بمن استقاموا، اذكرهم، تحدَّث عنهم، فصِّل في مناهجهم، عرِّف الناسَ بهم، فنحنُ - يا أخي - بحاجةٍ إلى الإيجاب يستبين ويُبَيَّن، فقد غاب وغُيِّب بنيةٍ طيبةٍ أو بأخرى ليست كذلك. وظنَّ ذوو النيَّة الطيِّبة أن الناسَ يعرفون الإيجاب - إذاً - فلنبيِّن لهم عوارضَ السلب وأخطاءه؛ لا يا هؤلاء لقد قصَّرنا في تقديم "الموجب" في الفكر والحديث والعمل والشخصيَّات، وقام غيرنا بتقديم "السَّالب" في كل مجالٍ إيماناً أو عناداً، فانتفضنا نردُّ ونسُبُّ ونشتُمُ، فصارت بهذا تجلِّيات السَّلب عند الناس مشتهرة، وغَدَت ملء العين والسَّمع، وبغض النظر عن طبيعة سياقاتها التي ترد فيها إذ لطالما استوقف الناس "الفكر والشخصية والفن" دونَ السياق، والمهم أن السَّلب أضحى على كلِّ لسانٍ وأمام كل باصرة، وامتلأت به ذاكرة الأجيال الكبيرة ومن بابٍ أولى الصغيرة الوارثة.

وهنا أتذكر كلمة سمعتها من شيخٍ لي قال فيها: لو أنَّك عشتَ مئة سنة ولم تلعنِ الشيطان ألبتة فليس من تبعةٍ عليك، ولكنَّك إنْ عشتَ أياماً - وأنت مكلَّف - ولمْ تذكر الرَّحمن وتحمده وتمجِّده فعليك تبعاتٌ كثيرة، وستكون مسؤولاً يقيناً.

فيا صديقي الزم الرحمن جلَّ وعلا ذكراً وبحثاً ومنهجاً والتزاماً ودراسةً وحديثاً، ودعك من الشَّواذ ومَن شابه وما قارب، فأطفالنا بحاجةٍ إلى "فرمتة" إفراغ ما في جعبة خيالهم وذاكرتهم، ومن ثمَّ إعادة البناء والتكوين والخزن، وليكن أول ما نضعه "الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمَّداً رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الصِّدق، حيَّ على الوفاء، حيَّ على الأمانة، حيَّ على الرَّحمة، حيَّ على المحبَّة..."

 

حلب الخير

 الاثنين 8 رمضان 1437

13 حزيران 2016

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق