آخر تحديث: الإثنين 15 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
لا تظلموا الشَّعب أيها المتحدِّثون باسمه

لا تظلموا الشَّعب أيها المتحدِّثون باسمه

تاريخ الإضافة: 2016/09/09 | عدد المشاهدات: 1114

لا تظلموه فتخوِّنوه إذ ترونه بعيداً عنكم، لا تظلموه فتستضعفوه إذ لا يؤيدكم، لا تظلموه فتجعلوه في الواجهة من أجل مطالب معيشتكم، فمن أجله تريدون الوقود، ومن أجله تريدون الطَّعام، وفي الحقيقة تريدونه هو لخدمتكم وخدمة منافعكم الخاصَّة ومآربكم الشَّخصيَّة.

لا تظلموه فتنسبوه للوعي إذا تبنَّى آراءكم ومفهوماتكم، وإلا فهو التَّافه عديم الفهم.

لا تظلموه فتدمِّروا حاضره بحجَّة اعتنائكم بمستقبله.

لا تظلموه فتصفوه بالدِّين لكي يخافكم لأن مخافتكم مخافة الله ؟!!

لا تظلموه فتساوموا عليه من أجل مناصب تبغونها لكم فتعتاشوا على كرامته وحريته وعرقه.

لا تظلموه فظلم الشَّعب هو أفظع الظلم، ومن نظر إلى الشَّعب نظرةً يخيفه بها أخافه الله وانتقم منه في الدنيا والآخرة.

لا تظلموا الشَّعب، ومَن الشعب ؟ الشعب هو: شريف يسعى على عياله بالحلال، وأمين على الطلاب يعلِّمهم بوفاء، وقاضٍ نزيه عادل، وشيخ تقيٌّ يرحم مَنْ حوله وما حوله، وجنديٌّ وفيٌّ شجاع يذود عن الحياض بإخلاص، وشابٌّ نبيل يبغي حصانةً لنفسه الطَّاهرة ، وطبيبٌ ومحام وطالب وكلّهم يتقن عمله ويجتهد في حبِّ وطنه ويأمل الخير للإنسانية كلها، هذا هو الشَّعب.

أما مَنْ هم الظالمون ؟ فما من شك في أنهم يعرفون أنفسهم، ولينظر كل منا نفسه، فإن كان ظالماً فليتب، وإن كان مظلوماً فليتابع سيرته النظيفة، وليقل من قلبه وذرَّاته: اللهم نصراً للمظلوم كما وعدت فقد حان الحين يا رب العالمين.

حلب

8 ذو الحجة 1437

9 أيلول 2016

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق