أيها المتديِّنون المتشدِّدون: ارحموا اليافعين
تاريخ الإضافة: 2017/03/10 | عدد المشاهدات: 1038
نعم، ارحمُوهم واعدلوا عن التشدّد والتشديد إلى اليسر والتيسير، فالتَّشديد جعلهم ينفرون وينهزمون، وإلى الغرب يفرُّون، فهل إلى استيعابهم من سبيل ؟! وهل إلى توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة من سبيل أيضاً ؟! والحكمة تعني إقناعاً بالحجة والبرهان، أما الموعظة الحسنة فتعني طمأنةً بأسلوب لطيف رقيق رفيق ، قولوا لهم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله"، وبيِّنوا لهم أن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، وعليكم جدُّ حريص، وأن القرآن الكريم كتاب هداية للتي هي أقوم، وما عاش في رحابه إنسان إلا ورقَّ طبعه، واستقام لسانه، وحسن خلقه، وطاب قلبه.
أيها المتشدِّدون: كل الناس يحسن التشديد، لكنَّ الفقه كل الفقه في الرُّخص والتيسير، بل كونوا على يقين أن التشديد نهايته نُفرة، وأن التيسير عاقبته إقبالٌ وتبنٍّ، وإن أردتم شبابنا بيننا ومعنا فاحنوا عليهم وأكثروا من اللطف والحب والود والبساطة والألفة ذكراً وتطبيقاً، فالله – في النهاية – يحب الهيِّن اللين السهل، ويكره الفظَّ الغليظ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف.
حلب
10/3/2017
محمود عكام
التعليقات