هل الدين عرقل تطور المرأة وحدَّ من حريتها وقطَّع أوصال أهليتها لتكون كالرجل أو أفضل ؟!
تاريخ الإضافة: 2017/04/02 | عدد المشاهدات: 1019
هي أسئلة يطرحها كثير من الناس عبر التلفاز والصحيفة والإنترنت والمذياع ووسائل أخرى، حتى إذا ما طلبت منهم مثالاً على ذلك أجابوا: الحجاب والميراث والولاية العامة وتعدّد الزوجات والدِّية والإمامة في الصلاة والصوت في الأذان وسواها، وظنوا بل اعتقدوا أنهم بذلك ربحوا الحوار وثبَّتوا نقدهم ومقولاتهم.
أما إجابتي وردِّي فبسيط غير معقد لا يمتُّ إلى التكلف والتمحّل بصلة. يا ناس: هذا الدين مصدره المعرفي القرآن الكريم فحسب، وشرحه ما جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً بشكل موثَّق وموثَّق جداً، ولا علاقة لهذا الدِّين بأية تقاليد أُلحقت به ونسبت إليه وهي ليست منه، فإن كان لديكم اعتراض أو نقد على الدين، أعني الإسلام فمن خلال المصدر الثابت نصاً والشرح الموثَّق نسبة والتفسير المنتَج لغة وفقهاً واستنباطاً جليَّاً واضحاً معقولاً منقولاً، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى: يا أيها الناس: لا إكراه في الدِّين، ومَنْ شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهذا هو الإسلام يُعرَض عليك بأحكامه ومعتقداته ومواقفه وعطاءاته وأخلاقه ومنظوراته نحو الإنسان والأكوان والمرأة والتاريخ والحضارة وأشياء أخرى. ادرسه وتبيَّنه وراجعه ومحِّصه وبعدها إما أن تقبله كلاً متكاملاً ومنظومة تامة وتوقع على ذلك، وإما أن ترفضه، وهذا من حقك. لكننا أبداً لن نقبل منك أن تعدَّه أجزاء وأشلاء وقطع تبديل تأخذ ما يحلو لك منه، وترجئ ما تشاء من أحكامه وفق معايير الأهواء والأمزجة ونظرات الآخرين شرقاً وغرباً نحوك وإليك. فالإسلام في النهاية كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله فرض فرائض فلا تضيِّعوها، وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرَّم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم فلا تبحثوا عنها).
والمهم – أخيراً – أن تتأكد من صحة ما يُنسب للدين فهماً أو حكماً أو واقعة، أو إقراراً أو اعترافاً، أو أمراً أو نهياً أو ندباً أو حِلاً أو حرمة، وهذه هي الأمانة فأحسنوا أداءها، وصدق الله إذ قال: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدِّله قل ما يكون لي أن أبدِّله من تلقاء نفسي إن أتَّبع إلا ما يوحى إليَّ إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم).
حلب
2/4/2017
محمود عكام
التعليقات