كثرت تعريفات التقوى وقلَّت حدودها، لأن التعريفات قد لا تلتزم بشروط الحدِّ وأركانه، ولهذا فنحن – هنا – نجتهد في بيان حدِّ هذا المصطلح الشَّريف العظيم: أما الحدُّ: فالتقوى: اتِّقاء واتخاذ وقاية بينك وبين ما يسيئ إلى إنسانيتك، والوقاية هي الرقابة الذاتية، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "التقوى ها هنا" وأشار إلى صدره الشَّريف، فإن اتخذ فعل التقوى مفعولاً فالوقاية تكون بما يناسب المفعول: اتقوا الله، اتخذوا وقاية العبادة والطاعة حتى لا يصيبكم شيء من غضب الله الذي لا يأتي العاصين والمستكبرين، واتقوا النار: أي اتخذوا وقاية تحجب النارَ عنكم وهذه النار تطول المستعلين والمستكبرين والظالمين والباغين، فإياكم وهذه الأفعال المستجلِبة للنار... وهكذا. أما التقوى بالرسم أو بالأثر: فهي شيء ما يستقر في صدرك فيحملك على الفعل الرشيد والخلق الحميد والاعتقاد السَّديد، ولعلَّ هذا الشيء هو الرقابة أو رقابة الله أو رقابة مراقبة الله لك... "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
حلب
4/11/2017
محمود عكام
التعليقات