آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
التقوى...

التقوى...

تاريخ الإضافة: 2019/01/18 | عدد المشاهدات: 703

التقوى

اللهم اجعلنا أهل التقوى - هكذا نقول - فما هي التقوى ؟

التقوى: حفظُ النفس عنا يؤثِم وممَّا يؤثم، ومما يغضب المولى جلَّ شأنه وعما يغضبه جلَّ وعلا، فتعرَّف على الإثم والذنب نظراً واجتهد في حفظ نفسك من اقترافهما أو ارتكابهما أو فعلهما، واستخدم طاقة التَّرك والهجر التي أوتيتَها كلها هنا، وأما طاقة العمل والالتزام فاستعملها - على أشدِّها - في العمل الصالح المشروع فعلاً ومثابرة ومداومة. وكن على يقين أنَّ الحفظ قرارٌ متين تتَّخذه في صدرك وإرادةٌ جادة تتبناها من قلبك الذي ضبط عقلك ليكون في مسار المنطق السَّليم ضمن إطار الطَّريق والصراط المستقيم، ودليلنا في ذلك قول سيَّد الأتقياء والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال: "التقوى ها هنا" وأشار إلى صدره الشريف. ولأنَّ الحفظ إن جعلناه يتناول السُّلوك، فنحن آنئذ مع مخلوقات تُدعى الملائكة، وأما الإنسان حينَ يتَّخذ القرار فقد تحقَّق بالتكليف، ولئن تجلَّى على الجوارح – أحياناً - ما يخالف مضمون القرار فلا يعني خروجاً عن التقوى طالما أعاد صاحب القرار سلوكه إلى خطِّ التطابق مع القرار وفحواه. ولهذا قال المولى جل جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) فلم يقُل: إن الذين اتقوا لا يمسُّهم طائفٌ من الشيطان، وكذلك فقد استخدم: (إذاً) التي تؤذِن بحتمية الفعل الذي بعَدها "سيمسُّهم"، ولم يستخدم إن التي تؤذِن باحتمالي الوقوع وعدمه للفعل الآتي بعدها والحمد لله رب العالمين.

حلب

18/1/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق