اعلموا علمَ اليقين أنكم وأنتم تُفتون إنَّما تقدِّمون حُكمَ الله في هذه الواقعة أو تِلك، أو بالأحرى: ما تَجتهدون أنْ يكونَ حُكم الله، ولهذا أدعوكم إلى ثلاثة أمور:
أولها: تقوى الله، ومراقبةَ الله لكم، وأنه مُطَّلعٌ عليكم ويعلَمُ سِرَّكم ونجواكم وجهرَكم فاحذروه.
وثانيها: التَّوثيق في النقل فإنه أمانة، و: (لا إيمانَ لمن لا أمانة له)، فتبيَّنوا وتثبَّتوا.
وثالثها: اتِّساق الحكم الخاص "الفتوى" مع روح الشَّريعة الغَرَّاء المتَّسِمة بالرَّحمة والرِّفق والتَّيسير والتَّسامح والعدل والإحسان والوفاء والصدق... (وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، و: (من وَلِيَ شيئاً من أمر المسلمين فشقَّ عليهم فاللهم اشقق عليه، ومن ولي من أمرهم شيئاً فرفق بهم فاللهم ارفق به) كما ورد عن سيدنا وقرة العيون محمد صلى الله عليه وسلم بروايات مقاربة. "مسلم وأحمد".
فهَلْ إلى تطبيق هذه الأمور الثلاثة من سبيل أيها الناطقون باسم الدِّين الحنيف هنا وهناك. اللهم إنَّا نعوذُ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستَجاب لها يا رب العالمين.
حلب
1/4/2018
محمود عكام
التعليقات