ها أنتم أولاء أنهيتم عامكم الدِّراسي، فليجعل المولى جلَّ وعلا النَّجاح والتوفيق تاجَه وعنوانه، ولكن السؤال عن وطنكم: أين أنتم منه، وأين هو منكم هو ما أودُّ طرحه عليكم ؟ ماذا أعددتم لخدمته وبرِّه ؟ وهل أنتم على ذكرٍ دائم لحقوقه عليكم، والحقوق هي: الحبُّ والثَّناء والبذل والعطاء والتَّضحية والفداء. ولا شكَّ أنكم إذْ تدرسون وتتقنون وتجدُّون فإنكم ببعض الواجب تجاهه تقومون، فهيا إلى الإتمام عبر القيام بما يستطيعه أحدكم في مجاله وميدانه ومُكنَته، فمِن ساحة البناء والإعمار فمن كان على معرفةٍ بالبناء فليبنِ، ومَنْ كان قادراً على الصِّناعة فليَصنع، ومَنْ هو في الزِّراعة صاحبَ باعٍ فليزرع، ومن قَدِرَ على التَّعليم فليُعلِّم، ومَن يهوى مساعدة الآخرين فليُساعد، والمهم أن لا تكونوا في العطلة الصيفية عالةً تستسلمون، وبالأيام تعبثون، وتذكَّروا جيداً أنَّ أيامكم صحائف آجالكم فخلِّدوها بأزكى وأنفع وأنجع أعمالكم، وفَّقكم المولى جميعاً وحفظكم لنا وقوَّاكم وأسعدكم، ولا أرانا فيكم مكروهاً.

حلب

20/5/2018

محمود عكام