وليست التوبة انتقالاً من قبيحٍ إلى جميل فحَسْب، بل هي أيضاً انتقالٌ من جميلٍ إلى أجمل، ومن حسنٍ إلى أحسن. ولهذا خاطبتُ كلَّ السوريين: إذْ منهم مَنْ يتوب على الشَّاكلة الأولى، وآخرون يتوبون وفق الشَّاكلة الثانية. فيا أيها المسيئون توبوا وانتقلوا إلى ساحة الإحسان والعطاء النافع، ويا أيها المحسنون توبوا وزيدوا في إحسانكم وعطائكم المفيد كمَّاً ونوعاً: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون). ومن أجل ذلك قال صلى الله عليه وسلم: "بادِروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا قليل" رواه أحمد.

وهذا يعني دعوة إلى المبادرة بالعمل الصالح نية وفعلاً وسلوكاً وتبنِّياً، وبهذه المبادرة تحفظ نفسك وتُحصِّنها من أن تقتحمها الفتن وتجتاحها الظلمات والأفكار السَّيئة وموجات الظلم والظلام الفكري، وهكذا...

أيها السوريون: من أهم علامات التوبة الجادَّة الصحيحة شعورك وحِسُّك بأنَّك تُحبُّ فعل ما ينفع الناس ويجمع الناس على الخير والتفاهم والصلح والسلام والأمان. فاللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظ بلادنا من كل سوء وشرٍّ وضرٍّ وفساد.

حلب

21/5/2018

محمود عكام