اتقوا الله في وطنكم، وتقوى الله في الوطن تعني تطبيق ما يريد الله أن نفعله ونسلُكَه حيال الوطن، وإذا كان الوطن أهلاً ومالاً ومرافق وجيراناً ومؤسَّسات وأرضاً فبالله عليكم حدِّثوني عن مفردة من هذه المفردات لم يهتم بها الدِّين الحنيف رعايةً وعنايةً ودفاعا ًوحباً، من أهلٍ أو مَرافق أو مالٍ أو جار أو مكان عمل أو أرض أو مؤسَّسة تعليمية أو صحِّية أو صناعية أو تجارية أو حتى سياسيَّة، فمالكم – إذاً – لا تتَّقون ؟! وإذا ذُكر الوطن تصمُتون ؟! وإذا اعتُدي عليه لا تهبُّون جميعاً لردِّ المعتدي الأثيم سواء أكان اعتداؤه بالسِّلاح أم بالمال أم بالفكر أم بالإعلام الخائن أم... ولذلك فالوطن يستصرخكم يا أيها المواطنون وإن كان يعلم أنَّ بعضكم يُلبُّون النداء، لكنه يريدكم جميعاً كلاً في مجاله وميدانه بقوة وأمانة وصدق.
ورحم الله جلَّ شأنه – اليوم – امرءاً أَرى المعتدين الآثمين منَّا قوة، ولا تكُونوا كالذين قال عنهم مولانا عزَّ شأنه في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولُّوهم الأدبار...)، وقال: (ويستأذِنُ فريقٌ منهم النبيَّ يقولون إنَّ بيوتنا عورةٌ وما هي بعورةٍ إن يريدون إلا فراراً...).
حلب
23/5/2018
محمود عكام
التعليقات