آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
حصاد احتفالنا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم

حصاد احتفالنا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم

تاريخ الإضافة: 2018/12/11 | عدد المشاهدات: 528

لكل زرعٍ حصاد، وأفضل الحصاد ما كان وفيراً طيِّباً نافعاً، وها هم محبُّو النبي صلى الله عليه وسلم قد احتفلوا فأنشدوا وتكلَّموا واجتمعوا وفرحوا… فماذا بعد ذلك قد حصدوا ؟ وإذ تسألني عن الحصاد المنشود فما هو يا سائلي إلا الإئتساء والاقتداء بهذا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم بقَدَرٍ أكبر وأفضل ممَّا كان عليه الزَّارعون قبلاً: بأخلاقه ومواقفه وعبادته ورحمته وسائر شمائله المجيدة وخصاله الحميدة في البيت والعمل والوظيفة والثكنة والمدرسة والمصنع والمستشفى والجامعة. ومن أفواههم نُدينهم: فقد كان موضوعُ النَّشيد والقصيد والتَّوجيه والدُّعاء هذا الذي ذكرنا: أوَلَم يقل قائلهم: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وأيضاً: (وإنك لعلى خلقٍ عظيم)، وأوردَ آياتٍ أخرى من القرآن الكريم تدورُ جميع مفرداتها حول ضرورة التأسِّي والاتباع والاقتداء بعدَ المحبة والمعرفة والاطِّلاع، ثم بعدَ ذلك: أولَم يتحدَّث متحدِّثهم وينشد منشدهم خاشعاً متأثراً، بل ربما باكياً، وغايته من وراء الخشوع طاعة وخضوع والتزام ووفاءٌ وامتثال لأوامر الباري جلَّ شأنه واجتناب لنواهيه، فما الذي تحقّق وما الذي تحصَّل ؟ والمهم: احتفلنا في ربيع الأول. فلنقوِّم ولنقيِّم النتائج في ربيع الآخر ولنحسب الصَّادر والوارد والسعيَ والنتائج: (فاعتبروا يا أولي الألباب).

وما آمله – أخيراً - أن يكون من الحصادُ على أقلِّ تقدير: صلاةً على المحتفى به صلى الله عليه وسلم يومياً بلسانٍ رطبٍ وقلبٍ يقظٍ وعقلٍ نبيلٍ، وحينها يبتدئ منَّا الولاء ويتكاثر من أبي البتول صلى الله عليه وسلم العطاء، ونُكفَى الهمَّ ويُغفَر الذنب.

حلب

3 ربيع الآخر ١٤٤٠

10/12/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق