آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
أيها الجامع الكبير في حلبَ الشَّهباء

أيها الجامع الكبير في حلبَ الشَّهباء

تاريخ الإضافة: 2018/12/15 | عدد المشاهدات: 538

كنتُ أتمنَّى أن يتولى إعادة إعمارك أبناء المدينة البيضاء حلب الشَّهباء، كلٌّ حسبَ استطاعته من دون استثناء، فلا مِنَّة عليك – حينَها – من أحد، إذ الجميعُ – أعني الحلبييِّن – وهم يقومون بذلك يشعُرون بالفَخار وشرف الانتماء، وما أعتقدُ أننا غير قادرين – مادَّة ومعنى – على ذلك. إذاً فلماذا قَبِلنا أن يقوم مَنْ قام بهذا العمل، وإن كنَّا لا ندَّخر عنه شكراً ولا تقديراً، بل نضعُ بينَ يديه العرفان بالجميل والثَّناء الوفير، نعم نحنُ لا نردُّ الهدية ولا سيما حين تكون من أوفياء وأصدقاء، ولكننا - وقبل الهدية – نبحثُ عن طمأنينةٍ وراحةٍ لحجرِ ذيَّاك الجامع العظيم الذي ما فَتئت تخجل وهي ترى غير أبناء حلب ينعمون عليها بالنفقة والإنفاق، والخجل هنا محمودٌ ممدوح. ولعلَّ أحداً يقول: ما الفائدةُ من هذا الكلام وقد حُمَّ الأمر ؟ أقول: ثمة احتمالات لتدارك ما قد وقع، أما الأول: فما المانعُ من هديَّة مادية يُقدِّمها أهل حلب يفوق قيمةً ما قد تكلَّف به الأعزاء الشِّيشان حيالَ المسجد الأموي الكبير. وأما الثاني: فالمشاركة والتي تعني: تحميل الإخوة (الشِّيشان) نصف الكلفة، ويتولى الحلبيون نصفها الآخر. وأما الثالث: فالمتابعة والمواصلة لما هو عليه الوضع الراهن، بَيْدَ أن هذا الاحتمال يمضي، وفي مضيِّه حَسرة وحَسرة تنطبع في الصَّدر ولا قول معها إلا: (وأفوِّضُ أمري إلى الله إنَّ الله بصيرٌ بالعباد).

يا أيها الجامع الكبير، يا جامعَ نبيِّ الله زكريا: اقبَل عُذرنا إن نحنُ قصَّرنا معك، وشفيعُنا في ذلك: أنَّنا نحبك، نُجلُّك، نُقدِّرك، وعهداً أن لا ندَعَ بعدَ اليوم أحداً ينالُ منك، فأنتَ المهوَى والمرتَع وأنتَ الموئل ومحطُّ الراحة. والسَّلام على كلِّ فَضائك الطَّاهر.

حلب

15/12/2018

د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق