آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
أيها الغادرون توبوا

أيها الغادرون توبوا

تاريخ الإضافة: 2019/01/20 | عدد المشاهدات: 989

ما من رذيلةٍ أسوأ من الغدر، وما من فضيلة أحسن من الوفاء، وهيهات أن يكون المؤمن غدَّاراً غادراً ، وهيهات هيهات أن يكون الإنسان القويم من أهل الغدر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربعٌ مَنْ كُنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلةٌ منهنَّ كانت فيه خصلةٌ من النِّفاق حتى يدَعَها: إذا أوتُمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"، ولكلِّ غادرٍ لواءٌ يُعرَف به يوم القيامة كما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقال: هذه غدرة فلان، وفي رواية: "لكلِّ غادرٍ لواء عند إسته يوم القيامة"، ولعلَّ أفظع غَدرةٍ هي غدرةُ مسؤولٍ كبير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألاَ وَلاَ غَادِرَ أعْظَمُ غَدْراً مِنْ أمِيرِ عَامَّةٍ" وحتى في الحرب المشروعة لا غدرَ، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمراء السرايا: "لاَ تَغْدِرُوا، وَلا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ"، وها هو ذا الصحابي الجليل أبو بكر رضي الله عنه يوصي أميرَ جيش قائلاً: "إني موصيك بعشر: لا تقتلنَّ امرأهً ولا صبياً ولا كبيراً هرِماً، ولا تقطعنَّ شجراً مثمراً، ولا تخربنَّ عامراً، ولا تعقرنَّ شاةً ولا بعيراً إلا لمأكله، ولا تحرقنَّ نخلاً ولا تغرقنَّه ولا تغلُل ولا تجبُن"، وأشنع عقوبة هي عقوبة القاتل الغادر للعهد والإيمان، وما قصَّة أولئك الذين غدروا  بإبل الصَّدقة وراعيها وعقاب النبي صلى الله عليه وسلم لهم بغائبةٍ عنا، ويجب أن لا تغيب عمَّن تسوِّل له نفسه الغِواية في هذا الشَّأن الخطير.

فاللهم حقِّقنا بالوفاء وكمال الإيمان الذي يُقيِّد الفتك (الغدر) يا رب العالمين.

حلب

20/1/2019

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق