قلت لمن استنصحني: فتِّش فيك عن عناصر ثلاثة تكوِّنك، فإن وجدتَها فبها ونعمت، واحرص على تقويتها، ألا وهي: الإيمانية والوطنية والعلمية، أما الإيمانية فعناية بقلبك ليملأه ما يليق به، ولا يليق به إلا الإيمان بالله العظيم الرحمن الرحيم، وأما الوطنية فاهتمام حقيق بالأرض التي حملتك فاستويت عليها ولادة ورعرعة ويفاعة وشباباً ورجولة و... طهِّرها من الأرجاس والأدناس حسيِّها ومعنويِّها، ثم ابنِها وعمِّرها بالجمال والكمال المادي والمعنوي الأخلاقي الحميد، وأما العلمية: فهيا إلى الاعتناء بعقلك مناط اعتبارك مُكلَّفاً أميناً، ومحكُّ العقل علم، فاللهم زدنا علماً ليبقى عقلنا سويَّاً ويزداد.

ولعلَّ هذه الثلاثية تكوِّن الإنسانية، فإن نقص عنصر وُتِرت الإنسانية، فـ: (يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا)، و: (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، و: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، و: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به).

فيا أيها السوريون عامة، ويا أيها الشباب منهم خاصة: علينا أن نفتِّش فينا كل ساعة لنتأكد من الإيمان والوطنية والعلمية، وليس تأكد وجود بل تأكد ازدياد ورفعة منسوب.

حلب

5/7/2019

محمود عكام