شبابنا اليوم ذو طاقة جبارة في مختلف الشؤون الجسمية والعقلية والاجتماعية، والمشكلة ليست في وجود الطَّاقة بل في استثمارها وتفعيلها في مسارات نافعة تصبُّ في مصالح البلاد والعباد، ولعل أبرز ما ثبَّط هذه الطاقات: سوء استخدام تقنيات العصر من حاسوب ونقَّال وسيارة، وأيضاً استهلاكٌ قاتل وصَلَ إلى حدِّ التَّرف والتبذير والإهمال.
فيا أيها الشباب: أوصيكم بالاعتدال، والاعتدال اجتهاد في تطبيقِ العدل، والعدل: معرفة حقوق الآخرين من الناس والأشياء والحيوان والجمادات، وإعطاء كل ذي حق حقه بأمانة ووفاء، وإني لأراكم - أعني جُلَّكم - غير معتدلين، وإنما التطرف سِمتكم، فهذا في الدين غائص، وذاك في الدنيا غاطس، وثالث لا ينفكُّ عن السهر واللهو، ورابع همه الأول والأخير تزمت وتشدد، وخامس وسادس وسابع وثامن.
أيها الشباب: لحظة من فضلكم، حاسبوا أنفسكم وزنوا أعمالكم، وتابعوا وراقبوا وادرسوا ومحِّصوا وافحصوا، فأنتم المستقبل القريب، وأنتم السلف لأطفالنا، ونحن كنا لكم سلفاً، وأعتقد أننا لم نقصر ذاك التقصير المزري معكم، وعلى كل: خذوا حسناتنا، ودعوا سيئاتنا، وسننشر حسناتكم ونأمل أن لا تكون لكم سيئات. طبتم وطاب زمن أضحيتم رجاله والقائمين فيه وعليه، والله معكم.
حلب
24/7/2019
محمود عكام
التعليقات