للجِوار حُرمة يعرفها الإنسان عامة والإنسان المتدين خاصة، فما من دين سماوي إلا وحفلت كتبه بآثار تحضُّ على حماية الجار ورعايته وتقديره بل وتحمُّل أذاه، فـ: "لا يؤمن أحدكن حتى يحبَّ لجاره ما يحب لنفسه" كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا الحديث في كتب الحديث كثير وفير، والجار قد يكون فرداً أو قد يكون مجموعة أو مؤسَّسة أو إدارة أو منظمة أو حتى دولة. فما بال جِوار وجيران سورية الغالية لا يرعَون حقوق الجوار، بل إنهم ليُمعِنون في انتهاك هذا الحقِّ المقدَّس عقلاً وديناً، وحسبُك أن تتابع الأخبار وما يقوم به هؤلاء وبخاصة تركيا الجارَة الجائرة، ونحن لا نتَّهم تركيا الشعب، بل تركيا القيادة وبعض المنظمات المدنية فيها، فما بالهم لا يؤمنون ولا يتقون وإذا ذُكِّروا لا يذكرون !

فيا أيها الجوار: نناشدكم دينكم وضميركم وحرمة ما تحترمون وتبجلون: أن تؤوبوا إلى رشدكم وعقلكم وإلى دينكم، وتعالوا جميعاً إلى كلمة سواء بيننا أن يحترم كل واحد منا الآخر وأن لا يتجاوز حدوده المادية والمعنوية، وأن لا يتدخل في شؤونه الداخلية، فكفى بالمرء إثماً أن يسيء إلى جيرانه، وحسبه فساداً إن هو أذاهم أو أفسد عليهم معيشتهم.

فاللهم رد الجيران كافة إلى وعيهم وحفظهم حقوق الآخرين فيهم يا رب العالمين.

حلب

26/7/2019

محمود عكام