يقول علماء النفس: على قدر المشتركات بين الأشخاص تكون ألفتهم وائتلافهم، وهذا – لا شك – صحيح، فإن أنا طبَّقت هذه القاعدة على الشيوخ فالأصل أن تكون الألفة والتوادُّ والتباذل على أشدِّه لأن مشتركات ما بينهم جدُّ وفيرة وغزيرة، وكلهم على معرفة بها واطِّلاع عليها، لكن الواقع يقول – وللأسف – غير ذلك، وهنا يحتار المرء: فهل المشتركات صورية ولهذا لا تنتج آثارها ؟! أم ثمة اجتهاد متعمَّد يبذله أولئك ليجعلوا المشتركات عقيماً ؟! أم إنهم زهدوا في الثمرة (الألفة والمودة) فلم يروها قمينة بالاعتبار ؟! أم: (إن الإنسان ليطغى. أن رآه استغنى) ؟! أم السِّياسة عصفت بالمشتركات واستبدلت بها غدرات السياسة ومكائدها ؟! أم الإخلاص المحرِّض الأساس غاب وغادر ؟! وبعد هذا كله ألا من مراجعة وإعادة نظر فيما صرنا إليه، فعسى توبة تمطرها سحابة ندم إيجابي وعزم على هجران واقع مرير، ويومئذٍ يفرح الشيوخ بعودٍ أحمد إلى ساحة الوفاء والنقاء والأمان والقوة والعطاء.
يا علماء الأرض يا ملح البلد ما يصلح الأرض إذا الملح فسد
حلب
23/12/2019
محمود عكام
التعليقات