هو المنشدُ اللامع الجامع السَّاطع ابن حلب الشهباء، مُنشدها الأوَّل بل غَدَا شيخَ منشديها بلا منازع، قضى مايَنوفُ على ستِّينَ عاماً يَمدحُ النَّبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بوفاءٍ وصِدقِ توجُّهٍ، وَضَعَ نُصبَ عينيه "مُلتَفتٌ لا يَصِلْ"، فلا والله ما التفَتَ عن "المديح النبويِّ الشريف"، ولذا فقد وصَلَ واتَّصل، وأحبَّه الأولياء والصَّالحون، وأضحى جليسَهم ونديمَهم ومُرقِّق قلوبهم ومُلطِّفَ مجالسهم، مُؤدَّبٌ مُهذَّبٌ أنيسٌ رقيقٌ رفيق، فصيحٌ لا يَلحَن، ومُجوِّدٌ تخرج حروفه منه سليمة بَيِّنة واضحة، لسانُ حاله في الامتداح: ثناءٌ وولاء:
ونطقٌ ذو انعقادٍ عن سواكم وفيكم كلُّ حاصله الثناءُ
رحمكَ الله يا أبا أديب، وألحقَكَ بالنبيِّين والصِّدّيقين والشُّهداء والصَّالحين، وفعلاً: مَدَّاحُ طه -يا أيها الحفَّار- لا يُضام.
حلب
٢٠٢٠/٣/٢٣
محمود عكام
التعليقات