آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
أيها المستَفتُون مَهلاً

أيها المستَفتُون مَهلاً

تاريخ الإضافة: 2020/08/11 | عدد المشاهدات: 666

 

يأتي المستفتي – أحياناً – وفي ذهنه وخَلَده الجواب المنشود المطلوب المحبوب، ويسألُ المفتي وينتظرُ متوجِّساً، فإن هو – أعني المفتي – وافقَ المستفتي في الجواب والإجابة فتعمَّا ذيَّاك المفتي، وإن خالفَه فيا ويحَه، وليعلم أنه لنْ يَسلمَ من لِسانِ المستفتي الطَّائش، فيا أيُّها الشيخ – وهذا خِطابٌ من المستفتي لشيخٍ آخر أو لمفتٍ آخر – سألتُ ذلكَ الشيخَ أو المفتي فما رأيتُ جوابَه مَعقُولاً ولم أجِد في نفسي راحةً له، وشعرتُ – ويتابعُ – وكأنَّه استعجلَ أو لم يَفهَمْ عليَّ أو أنَّ الموضوعَ ليسَ من اختصاصه، فأنجِدْني يا شيخُ أو يا شيخي الثاني، وفعلاً يهبُّ الشيخُ الثاني بموضوعيةٍ مُفتَعلة إلى حَدٍّ ما ليقولَ لهذا المستفتي: سأُكلِّمُ الشَّيخَ الأوَّلَ فهو صَديقي – هذا في أحسنِ الأحوال – وينتظرُ المستفتي عُدُولاً من المفتي الأوَّل أو فتوىً ناسِخة من المفتي الثَّاني ليطمئنَّ إليها كما يَدَّعي.

لا يا أيها المستفتون: مَهْلاً فِعْلاً واتَّقُوا اللهَ وأنتم تسألونَ وتَستَمعُون وتَعتَرضُون، فما لهذا المفتي مِنْ غايةٍ شخصيَّةٍ عندَ أحدٍ ولستُم بأعرفَ منه، وأيضاً: لم يُلزِمْكُم بالمجيءِ إليه ابتداءً، وكذلكَ فتواهُ ليسَت مُلزِمةً قضاءً، قُلْ يا أيُّها المستفتون، لَنَا ما نُفتِي ولكُم ما تَسْتَفتُون، واللهُ أسرعُ الحَاسِبين.

حلب

11/8/2020

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق