والمؤمنون هنا من آمن بمخلوقية الإنسان وأن ثمة خالقاً واحداً خلقه وأوجده دون سواه، فيا هؤلاء وأنتم الأكثرية: اجتمعوا في مواجهة الطُّغيان الإلحادي الشَّيطاني الاستكباري الذي يتخذ لَبوس الدين أحياناً ولكنه – حقيقة – لا دين حقيقاً له، بل هو طاغيةٌ باغٍ مُعتَدٍ أثيم يقولُ بحاله أنا ربُّكم الأعلى، وما علمتُ لكم من إلهٍ غيري، ويستخفُّكم لتطيعوه، ويُحيلُ أسبابَ تخلُّفكم على إيمانكم لتهجُروا ذيَّاك الإيمان، فإن استجَبتُم غدا في العَتادِ أقوى منكم فغلبَكُم وخذَلكم واستعبَدكم، فهلا قُلتُم له: لن نُّؤثركَ على ما جَاءنَا من البيِّناتِ والذي فَطَرنا، وسنتابعُ خطَّ الإيمان بالله الحقِّ نُطيعُه، نوحِّده، نُسلِمُ له، نُعلنُ ولاءَنا له، نُقرُّ بدنيا وآخرة، واعلموا – أخيراً – أنَّ غايةَ ما يسعى إلى تحقيقه فيكم هُو النِّفاق، تُؤمنون لساناً وتحتَارُون حَقيقة، ويوماً تُقرُّون وآخر تُنكِرُون، وهكذا، ويصدُقُ فيكم المثل الصُّوفي: "مُلتَفِتٌ لا يَصِل، ومُتردِّدٌ لا ينجَح".
حلب
6/10/2020
محمود عكام
التعليقات