آخر تحديث: الأربعاء 17 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
مَعَالِم الشَّخصيَّة المسلمة -1-

مَعَالِم الشَّخصيَّة المسلمة -1-

تاريخ الإضافة: 2021/07/23 | عدد المشاهدات: 826

 

أما بعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون المسلمون:

الشَّخصية المسلمة، و أقول هذه الكلمة لأننا نُعجَب دائماً بالإنسان ونقول إنه شخصية، نُعجَبُ بكلمة الشخصية، ففلانٌ صاحبُ شخصية، هكذا نقول. ولما سُئلتُ عن الشَّخصية المسلمة: ما الذي يَميزُها، وما الصِّفات التي تتَّصف بها لا سيما الشخصية المسلمة، أو الإنسان المسلم الذي يتبوَّأ مكانةً توجيهية معينة، سواء أكان مُعلماً أو مُدرساً أو مديراً أو ضابطاً أو مسؤولاً أو أَباً أو زوجاً أو أخاً أكبر وهكذا.

أجبتُ إذ سُئلتُ عن صِفات الشخصية المسلمة وعن ملامحها بما يلي: تتَّصفُ الشَّخصية المسلمة بأربع صفات: (بنور الذِّكر، وقوة الفِكر، وسَعَة الصَّدر، ورُوحِ العصر). وها أنا عَدَدتُها وآمَلُ من شبابنا أن يستذكروها وأن يجتهدوا في أن يتحققوا بها.

نور الذكر: فيا أيها الشباب يا من تسعون إلى شخصية مسلمة منشودة اذكروا الله وليكن لكم وِرد فيه تسبيح وتهليل، فيه حمدٌ وثناء، فيه صلاةٌ على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيه شُكر لله عز وجل. يا أيها الشباب، ويا أيها الطلاب والعمال والمسؤولون: ليكُن لكم وِرد من ذكر لله عز وجل، أناشدكم ربَّكم أن تذكروا ربَّكم، أناشدكم اللهَ عزَّ وجلَّ من أجل أن تذكروا اللهَ جَلَّ شأنه، أناشدكم أن يكونَ لكم في كل صباح ومساء جلسة ذكرية بينكم وبين أنفسكم. يا شبابنا: السُّبحة خَيرٌ إذ تكون بيدك من أجل أن تذكر الله وتسبحه وتحمده وتصلي على نبي الله، من أجلِ أن تقول لربك في كل لحظة وحين: اللهم أنت ربي وأنت حسبي، فنِعم الربُّ ربي، ونعمَ الحسبُ حسبي. للذِّكر نور، مَنْ كَثُر ذكره لله استنارَ قلبُه واستنارَ وجهُه:

صَدَقُوا له فتنوَّرت أسرارُهُم                   والصِّدقُ يُبدي النُّور في الأسرارِ

عَجباً لهم في الليل في خَلواتهم                طَلبوا اللهَ وسَقَوا أماكنهم بمَدمَعٍ مِدرارِ

جاءَ شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا رسول الله إن شرائع الإسلام كثرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبَّث به ؟ قالَ له النبيُّ الأعظم، وها أنذا أقول هذا لكم ولنفسي قبلكم، قال له: (لا يزالُ لسانُك رطباً من ذكر الله) نحن غَفلنا عن ذكر الله. من منكم إلا القليل، ولا أقول هذا اتهاماً، ولكنني أقوله توصيفاً، من منكم يحرص على ذكر المناسبات، على ذكر اليقظة، يقول حينما يستيقظ: (الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور) هل تقول هذا وأنت الذي تحبُّ الله وتعبده، هل تقول حينما تأوي إلى فراشك في الليل: (باسمك ربي وضعتُ جنبي وباسمك أرفعه، اللهمَّ إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظُ به عبادكَ الصَّالحين)، (اللهمَّ أسلمتُ نفسي إليك، ووجَّهت وجهي إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا مَنجا ولا ملجا إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت، ونبيِّك الذي أرسلت)، هل تقولُ وأنت تبتدئ الطعام: بسم الله، اللهم اجعله قوةً على طاعتك، وهل تقولُ حين تنتهي: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، هل تقولُ عند دخولك المسجد دعاء المسجد ودخوله، هل تقول حين حين خروجك من البيت: (اللهم إني أعوذ بك أن أَذلَّ أو أُذل، أو أَضِلَّ أو أُضل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أَجهَل أو يُجهَل علي) هل تقولُ هذا يا أخي ؟! للذِّكر نور، الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح (كان يذكر الله على كل أحيانه) في كل أوقاته وساعاته ودقائقه، كان يقول لنا: (توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مئة مرة) وهو سيد الكائنات، ومَنْ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر. هل تستيقظون من الليل ولو في السَّنة مرة، أو في الشهر مرة، أو في الأسبوع مرة، لتذكروا الله في السَّحر ولتقولوا لربكم: اللهمَّ أنت ربي وأنت حسبي، (اللهمَّ أنت ربي لا إله إنت خلقتني وأنا عبدك) فمن قال هذا "سيد الاستغفار" في ليله فمات في نهاره دخل الجنة، ومن قاله في نهاره فمات من ليله دخل الجنة. الاستغفار ذكر لله عز وجل، بالله عليك قل لي كيف تستعمل هذا اللسان، وقد تحدثنا آنفاً في الخطب السابقة عن جرائم اللسان، عندما تتحلى بالذكر فستنجلي وستنهزم كل جرائم اللسان، من كان يذكر الله في ليله ونهاره وغدوه ورواحه لن يكون من أولئك الذين يرتكبون آفات وجرائم اللسان. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا بالنسبة للمجالس: (ما من قوم يجلسون مجلساً لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم تِرَة) إي وبالاً، ومجالسنا أغلبها وأكثرها لا تحصد في النهايات إلا الوبال.

أيها الطالب والأستاذ والمسؤول والمدير: أريدك أن تذكر ربك صباح مساء، فللذكر نور ونور الذكر أحد معالم الشخصية المنشودة (فاذكروني أذكرككم) هيا إلى ذكر الله تعالى وإلى رحاب هذه الفضيلة العظيمة، غفلنا عن الله عز وجل، نسينا الله فأنسانا أنفسنا، اذكروا الله يذكركم ربكم جل وعلا، اللهم إني أسألك بحقك، وبحق أنبيائك وحق رسلك وحق الذاكرين لك في جوف الليل وفي وضح النهار، أسألك بحق من ذكرك خالياً ففاضت عيناه، أسألك أن تمتع قلوبنا بذكرك، أن ترطب ألسنتنا بذكرك يا رب العالمين، وفق شبابنا وردهم إلى ذكرك رداً جميلاً من أجل أن يظهر النور على وجوههم بعد أن يكون في قلوبهم، اجعل شبابنا من الذاكرين الله كثيراً، واجعل بناتنا من الذاكرات الله كثيراً، اللهم وفقنا لما تحب وترضى، وسنتابع هذه المعالم في خطب لا حقة إن شاء الله، أقول هذا القول وأستغفر الله.

ألقيت بتاريخ 23/7/2021 في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/6WFEKUIZVW   /

 

 

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.

https://t.me/akkamorg

التعليقات

شاركنا بتعليق