أيها الإنسان أنتَ فَانٍ، وآيلٌ إلى الفناء، ولكنك إذ تُصمِّم فستبقى وستخلد، ولن يكون الفناء إلا لجسدك الذي ستستبدل به حاضناً لروحك هو أرقى منه تكويناً وتركيباً، لا يَعتريه الفناء ولا تُصيبه القدامة بمَسّ، وحين نعودُ إلى التَّصميم فموضوعه: اتصالٌ بالحيِّ الباقي، والاتِّصال وِصالٌ وزيادة، أما الوِصال فحُبٌّ وعُبودية وإقرار بالتَّوحيد مِزاجه رُبوبية، والزيادة إن هي إلا انتظار لقاء بل رؤية وكشف حجاب، وهل يُشاهِدُ ويشهدُ الباقي الأعظم إلا الباقي أيضاً، إذ لولا اتحاد السِّمة لما حصلَ الشُّهود والمشاهَدة. وبناءً عليه يصحُّ قولُ مَنْ قال: "كم مِن مائتٍ عائش، وكم مِن عائشٍ مائت"، وبالله عليكم هل الأولياءُ والأنبياءُ والصدِّيقيون يوصَمون بالفناء حتى ولو ماتوا ؟!! وهل مَن يقابلهم من الحمقى المعاندين والجاحدين والخائنين يُوسَمون بالبقاء حتى ولو عاشوا ؟!!
ويا أيها الإنسان هيا إذاً إلى البقاء.
حلب
12/12/2021
الدكتور محمود عكام
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات