وهُنا أعني بسورية الوطنَ الغالي الذي نحرِص عليه مُزدَهراً مُستَقِلاً مُستَقرَّاً مُوحَّداً آمناً حُرَّاً، وأعني بالسوريِّين الحريصين على الوطن بسمائه وصِفاته التي أشَرْنا إليها، وأعتقدُ أنَّ كلَّ السُّوريين هم كذلك فما لكم - إذاً - لا تتَّفقون، وإذا حُرِّضتم على ذلك لا تَتَحرَّضُون، أوَما تنظرون الأجيالَ القادمة وهُم مُتَحيِّرون كمثل الطَّائر الذي لا يعلمُ أَقُصَّت جناحاه أم هو في وضعٍ أمين، أسرعوا يا قوم فالفرصة كادَت تفوتُنا وحينها لاتَ ساعةَ مَندَم، وكلُّنا خاسرون، ولا تُؤمِنوا إلا لمنْ أحبَّ سُوريَّتكم حباً صَادقاً وفيَّاً وأرادَكم كِراماً أحراراً أسياداً فنعم – آنئذ – هؤلاء المحبُّون، وإلا فالمستَغِلُّون الخادِعون في وَفرةٍ في عددهم وهم إذا جاؤوكم قالوا: إنَّا معكم، وإذا خَلَوا إلى شَياطينهم قالوا: إنَّا مُستَهزِئون. فيَا أيُّها السوريُّون وهل بعدَ الدَّرسِ الذي لُقِنَّاه من درسٍ أقسَى وأدْعَى إلى التداعي من كلِّنا لكلِّنا تحتَ راية "السُّوريون إخوة" وهم حقاً – من أفضل طرز – مواطنون.
حلب
18/2/2018
محمود عكام
التعليقات