آخر تحديث: الثلاثاء 03 ديسمبر 2024      
تابعنا على :  

خطبة الجمعة

   
واجباتنا نحو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

واجباتنا نحو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.

تاريخ الإضافة: 2024/09/27 | عدد المشاهدات: 144

 

وَاجِباتُنا تُجاهَ النَّبيِّ الأَكرَم صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلِه وسَلَّم

أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:

من ذكَّركَ بواجباتك فقد أرادَ بِك خيراً، وها أَنذَا أقفُ أمامكم لأذكر نفسي وإياكم بواجباتنا تُجاه هذا النبيِّ الأكرم والسيِّد السَّند الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

واجباتنا نحوَك يا سَيِّدي يا رسول الله: التَّعرُّفُ عليك ومعرفتك، فهل نحنُ وهل أنتم تقومون بهذا الواجب وتتعرَّفون على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من مصادرَ موثوقة، من القرآن الكريم، من السُّنة الشريفة، من كُتب السيرة، أم نحنُ في غَفلةٍ عن هذا ? من منكم يزدادُ معرفةً بالنبيِّ يوماً بعد يوم ؟ هل معرفتك بالنبي تزداد، فاليومَ عرفته أكثر مما كنتَ تعرفه من قبل، وفي الغد هل قرَّرتَ أن تتعرفَ عليه أكثر مما تتعرف أو مما تعرَّفتَ عليه اليوم ? إذا كنتَ في هذه الحال فنِعِمَّا تلك الحال التي أنت عليها، وإن كُنتَ مُقصِّراً في التَّعرُّف عليه، وفي ازديادِ التَّعرُّف عليه فَتَلَافَ هذا التقصير، ولا سيما وأنت تعيش شهرَ ربيع الأنور، الرَّبيع المحمَّدي صلى الله على صاحبِ الذِّكرى وعلى آله وصحبه وسلَّم.

أيها الإخوة: التَّعرُّف عليه فريضة، (أم لم يعرفوا رسولهم فهُم له مُنكِرون) تعرَّف عليه فهذا واجبٌ عليك، والواجبُ هنا بمعنى الفرض، واجب عليك، فَرْضٌ عَليك.

الواجب الثاني الاتباع: هل أنت مُتَّبعٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم بالقولِ والفعل والحركة والسَّكَنة ? لا يكفي أن تقولَ بأنَّك مُتَّبعٌ تُصلِّي وتَصوم وتُزكِّي وتَحُج ؟ الاتِّباع أن تتقلَّد الخُطى في الصَّغيرة والكبيرة والقول والفعل والحركة والسَّكنة. نحن نقول: اللهم وفِّقنا لاتِّباع النبيِّ الأعظم عليه الصَّلاة والسَّلام بالأقوال والأفعال والأحوال والأخلاق. عندما تريد فعلَ أمرٍ ما، أو عندما تريدُ أن تقولَ أمراً ما فما عليك من أجل أن تكون مُتَّبعاً إلا أن تستحضر هَديَ النبيِّ عليه الصَّلاة والسلام في هذا الأمر الذي تُريد أن تُنفِّذه، أو الذي تُريد أن تقوله، إذا أردتَ القيام بعملٍ ما فهَل تستحضرُ هديُ النَّبي في هذا العمل، إذا أردتَ أن تبيع، إذا أردتَ أن تشتري، إذا أردتَ أن تكلِّم فُلاناً، إذا أردتَ أن تدعو فلاناً، إذا أردتَ أن تقيم مأدبة، إذا أردتَ أن تُقيمَ حَفلاً فهل تستحضر أنت هديَ النبيِّ في هذا الذي تُريد أن تقوم به أو تريد أن تفعله ? اعتقدُ أننا في غِيابٍ هذا الاستحضار. مَن مِنَّا يستحضر هَديَ النبيِّ وهو آتٍ إلى المسجد، مَن مِنا يَستحضرُ هَديَ النَّبيِّ في دُخوله المسجد، وفي خروجه من المسجد، حتى في هذا الأمرِ المباشِر، من منا يستحضرُ النبيَّ عليه الصلاة والسلام وهَديَه حين يكون في بيته، حينما تكون في بيتك وتريد أن تعامل زوجتك، وتريد أن تعامل وَلدَك، وتريد أن تعامل أباك، وتريد أن تُعامل أمك، هل تستحضر هديَ النبي، وكيف يريد منك النبي أن تفعل في هذه النقطة المحددة بالذات، أم أنَّنا في غيابٍ عن هذا ? الاتباع لا يعني ادِّعاءً، والاتباع لا يعني أن تقول بأنك مُتَّبع، ولا يعني أنك تُصلِّي كما كانَ النبيُّ يُصلِّي صَلَّى الله عليه وسلم، فالصلاةُ فَريضة، والصِّيامُ فَريضة لا لَبْسَ في ذلك ولا غُموض، ولكنني أريدك أن تكون على وعيٍ تام من قوله تعالى: (لقد كَانَ لكُم في رسولِ الله أُسوةٌ حَسَنة) في كلِّ فِعلة وفي كُلِّ قَولة وفي كُلِّ حَركة وفي كُلِّ سَكَنة. اليومَ أعداءُ الله المتمثِّلون بهذا الكِيانِ الغَاصِب يُقاتِلوننا، فهلا استحضرتَ هَديَ النبي في هذا الشَّأن العام الذي نَعيشُه، أنَّ هؤلاء المجرمين الصَّهاينة المعتدين الذين يَسفكون الدِّماء ويقتلون الأطفال والنِّساء، وقد اعتدوا على المقدسات، أنَّهم مُعتدون يجب مُقاتلتهم، وبالتالي عليك أن تقاتلهم. هذا هديُ النبيِّ في هذا الشَّأن العام، فإن لم تستطع مُقاتَلتهم فكُن معَ مَن يُقاتِلهم، بِغَضِّ النَّظرِ عَن أي وِجهةٍ أخرى، فكن مع مَن يُقاتلهم، لأنَّ هؤلاء المجرمين معتدون آثمون يجب مُقاتلتهم. لا أريد أن أستطرد في هذا الشَّأن، وأعود إلى ما بدأتُ به. استحضِر يا هذا، يا مَن تَدَّعي حُبَّ النبي، يا مَن تَدَّعي بأنَّك تَابعٌ من أتباعِ النَّبي الأعظم، يا مَن تَدَّعي بأن النبيَّ رُوحُك، وبأنَّ النبيِّ نبضُ قلبك، وبأنَّ النبيَّ قرةُ عينك، وبأنَّ النبيَّ رسولُك، وبأنَّ النبيَّ أُسوتُك، وبأنَّ النبيَّ قُدوتُك، فهل عندما - على سبيل المثال - تقوم باللباس، فهل تستحضرُ هَديَ النَّبي في اللباس وفي خلع اللباس، وفي الطعام وفي الشراب، وفي إجابة الوليمة والدَّعوة، وفي كلِّ أمرٍ من الأمور الصَّغيرة والكبيرة، (واعلموا أنَّ فيكُم رسولَ الله)، وقد قلتُ مرةً وأكرر هذا القول: هل إذا رُأيتَ وأنتَ تقومُ بأيِّ عَملٍ كان، هل إذا رُأيتَ يَقولُ هذا الرائي: إني لأرى فيك مُتَّبعاً لرسول الله، إني لأرى فيك شُعاعَ رسولِ الله، إني لأرى فيك طَيف رسول الله عليه الصَّلاة والسلام، إني لأُبصِر منك نوراً يَسْطَعُ منك، وهو مُستَمدٌّ من سيدي رسول الله ؟ هذا هو الاتباع، ولا نريدُ أن نطيل الحديث في هذا الشَّأن، وقبل الاتباع، بينَ المعرفة والاتباع يأتي الحب، إذ أنَّ الحُب هو الدَّافعُ للاتباع، وهو الدَّافعُ للتَّعرف، ما لم تُحِبَّ لن تتعرَّف ولن تتبع، لذلك قلنا في الأسبوع قبل الفائت: "محبة النبيِّ فَريضة"، (لا يُؤمنُ أحدكم حتى أكونَ أحَبَّ إليه مِن وَالده وولده ومن الناس أجمعين)، اللهمَّ اجعَلنا من المحبين المتعرفين المتبعين لنبيك الأكرم، يا ربَّنا، نِعْمَ المولى أَنت، ونِعْمَ النَصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.

ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 27/9/2024

لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا

https://fb.watch/uSiI-eiW57/ 

لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا

http://www.akkam.org/topics/5304/ 

الدكتور #محمود_عكام

#الإسلامُ_دِينُ_الرَّحمة

#خطبة_الجمعة

#الربيع_المحمدي

ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب

https://www.facebook.com/akkamorg/

لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك

https://t.me/akkamorg

 

التعليقات

شاركنا بتعليق