|
قواعد تحكمني في حالة البحث المستمر عن الحق والحقيقة لتمثله والعمل به .
1.ميزنا الله تعالى كمسلمين في أن الإسلام على خلاف الأديان الأخرى طلب من متبعيه أن يكون لهم دور في هذه الحياة " ولتكن منكم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " صدق الله العظيم . وجمع الإسلام بين المادية والروحانية بخلاف المسيحية التي توصف بالروحانية مع كل الاحترام لهم , وتظهر الروحانيات أكثر ما تظهر في البوذية فأكثرهم تديناً ذلك الذي يقيم لنفسه خيمة على ضفاف نهر الغانج معتزلا الناس يتعبد حتى يموت فتحرق جثته وتقذف في ذلك النهر المقدس . ومن أجل أن نكون في إطار طاعة الله علينا أن نقوم بواجبنا تجاه محيطنا وننتصر لقضايانا العادلة ونكون في غبارها فاعلين تبعاً لملكاتنا والدائرة التي تعبر عن ذاك الهدف والطموح العادل . واحتلال فلسطين والظلم الحاصل بأهلها لهو من أقدس ما يعمل واحدنا لأجله . ولكن هذا العمل يستوجب منا أن نمتلك المسائل الثلاث التالية :
ــــــــــ المعرفة والعلم بدوائر الحق وبدوائر الباطل .
ــــــــــ الأخلاق ( صدق وأمانة وتضحية ووفاء وإخلاص ...
ــــــــــ المهارات والخبرات والتي تتماشى مع المهمة و
الدور .
وكان هناك قواعد أرشدنا الله تعالى إليها لتكون لنا المظلة في رحلة بحثنا عن الحق والحقيقة منها قوله عز من قائل " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " وقول سيدنا علي عندما جاءه رجل بعد معركة الجمل يسأله " أيُعقل أن هؤلاء على باطل ؟! " مشيرا إلى السيدة عائشة ومناصريها في تلك المعركة حيث رد عليه بقوله رضي الله عنه : " ويحك الحق لا يعرف بالرجال اعرف الحق تعرف أهله " .
2.أستطيع أن أقول أننا في ساحة العمل الفلسطيني لا زلنا لا نملك أداة تحرير فلسطين , ولكن هناك مشروع إنتاج الأداة عند البعض منا بغطاء ورعاية ووعي قياداته وأحياناً بدونها . لدينا شعب قدم ويقدم كل يوم دمه وأغلى ما يملك فداءا لقضيته العادلة , ويملك أيضاً قيادات صدفة وحفنة من المنتفعين والمتآمرين و بعض الواهمين وقليلي الخبرة والدراية والتجريبيين وبعض قليلو الفرض و.... ونملك أيضا شهادات عليا في التشويه على بعضنا والتعامل مع انتماءاتنا السياسية كمن يشجع أحد الفرق الرياضية العالمية فتراه يتحدث عنه كمن يتحدث عن أحد أركان الإيمان , مع أن الشك هو أحد مفاتيح التطور وعامل مهم من عوامل قبول الآخر وسماعه والتفاعل معه في إطار من الفائدة لكليهما كطرفين وللجميع بالمحصلة . طبعا لست بصدد الخوض في الأسباب التي أدت لذلك ولكن أكتفي بالقول أنني أحمل المسؤولية لكل المتنفذين والقادة الذين يملكون المال والقرار حيث أنهم من يستطيع العمل على صوغ برامج لصياغة وتأهيل كوادر و خبرات تعمل على الارتقاء لمستوى تضحيات هذا الشعب العظيم وتوجيه نضالاته وتضحياته من موقع المشاركة والعمل بمنطق اتبعوني وليس بمنطق تقدموا . العمل الجهادي والنضالي والسياسي ليس عملا ارتجالياً أو تجريبياً أو فهلوة أو تعصباً بل هو علم له قوانينه وضوابطه يتحدث ويعمل فيه المرء بقدر معرفته بهذا العلم وإلا تحول العمل إلى عبث وتخريب وضياع وتيه عن سوء نية أو حسن نية . العمل السياسي هو أن تعمل من أجل تحرير كل فلسطين والعودة إليها والتعويض عن الضرر المادي والمعنوي كل الغزوة الصهيونية لبلادنا وأمتنا . لا يعيب الخطاب السياسي أنه ينادي بتلك الأهداف ومن غير اللائق والصواب وصف ذلك الخطاب بالخشبي و العدمي و ...... فلو كان نقدهم صوابا لكان والعياذ بالله خطابه تعالى وأقوال رسوله الهادي عليه السلام ضرب من التاريخ والتراث , لأنها تجاوزت في عمرها القرن ونيف .
3.التنظيم السياسي الفلسطيني عبارة عن أداة لتحرير الوطن والذود عن حماه وهو على صواب مادام ينادي ويعمل من أجل تحرير كل فلسطين وعودتنا إليها و تفكيك المشروع الصهيوني في منطقتنا , وعلى خطيئة إذا ابتعد عن تلك الأهداف مهما كان اسم قائده أو شكله أو موازنته أو ديانته أو شكل شعاره أو حتى تاريخه ... فهو ليس فريقا لكرة القدم نغضب لكل من لا يشجعه , بل نلزم الصمت عندما يتحدث الآخرين بلغة النقد البناء وبنية الخير و من أجل أن نبحث في كلامه عما يصحح قولنا وفعلنا , و إلا فما فائدة الحوار والجدل والحراك ؟!
كانون الثاني 7008
يتبع ...
|
|
- الاسم : زاهر هواش
- البريد : samed79@gawab.com
- الدولة : مساحة لبرتقال فلسطين وهمومه ....
- التاريخ : الأربعاء 02 يناير 2008
|
|