آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام


أخبار صحـفيـة

   
واجبات الدولة نحو الشعب/ قناة نور الشام الفضائية

واجبات الدولة نحو الشعب/ قناة نور الشام الفضائية

تاريخ الإضافة: 2012/08/11 | عدد المشاهدات: 5082

الإنسان بين حق وواجب، وعلى الإنسان أن يدرك أنَّ عليه واجباً وأن له حقاً. والناس حيال الحق والواجب ثلاثة أصناف:

فمن قام بواجبه وطالب بحقه فهو عادل، ومن قام بواجبه وتغاضى وتناسى حقه فهو فاضل، ومن لم يقم بواجبه وطالب بحقه ولم يتغاضَ عن حقه وألحَّ على طلبه حقه فهو غافل.

وها نحن اليوم في هذه السلسلة نتحدث عن واجبات الدولة نحو الشعب والناس والمحكومين.

نحن نريد أن نعيش في هذا الوطن بأمان وتفاهم وأخوة، نعيش تحت قنطرة المسؤولية، نعيش بحالة من الرعاية لبعضنا، ولئن تحدثنا عن واجباتنا نحو المواطن وهي أن يعيش بحصانةٍ وإعانةٍ، فها نحن اليوم نتحدث عن واجبات الدولة نحو الشعب وهي ما يلي:

الواجب الأول: العدل: وهو يعني أن تعطي الدولة كلَّ إنسان حقه، على أساسٍ من كفاءة دون النظر إلى اعتباراتٍ أخرى لا تصبُّ في مصبِّ الإنسان: ﴿وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل﴾، ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون﴾، يقول عليه الصلاة والسلام كما روى ابن ماجه: (كيف يُقدِّس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم) والتقديس هو التثبيت، أي كيف يثبت الله هذه الأمة ويضعها على لائحة الحضارة والخلود إذا لم يكن الضعيف فيها مُنصَفاً من الشديد. ويقول عليه الصلاة والسلام كما في مستدرك الحاكم: (ما من أحدٍ يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا كبَّه الله تعالى في النار).

الواجب الثاني: الأمان والأمن، يقول عليه الصلاة والسلام كما روى الترمذي وأبو داود: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروِّع مسلماً، فإن روعة المسلم ظلم عظيم). على الدولة أن تؤمِّن الناس وأن تجعلهم في أمانٍ اقتصادي واجتماعي وصحي وهكذا... وهذه قضية معروفة، وعليها أن تبذل جهدها في تحصيل الأمان.

الواجب الثالث: الحرية، والحرية منظومة تتكوّن من الحوار ومن المسؤولية ومن الرحمة ومن العطاء. الحرية ليست مصطلحاً منفرداً، بل هي منظومة، وتعني مسؤولية ووضوحاً وحواراً واطمئناناً واستقراراً، وعلى الدولة أن تؤمِّن الحرية بهذه المجالات كلها. الحرية في ميدان العقيدة: ﴿لا إكراه في الدين﴾، وفي ميدان الفكر: ﴿قال له صاحبه وهو يحاوره﴾. وقد قال النبي لأصحابه: (سلوني ما شئتم). جاء شاب إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله: ائذن لي في الزنا ؟ هنالك حرية تعبير وحرية عقيدة وحرية رأي، وعلى الدولة أن تتيح كل هذه الحريات للشعب الذي تحكمه.

الواجب الرابع: الفضيلة، وعلى الدولة أن تنشر الفضيلة في ربوع هذا البلد الذي تحكمه، وأن تمنع الرذلة، لأن الفضيلة إذا ما انتشرت كان المجتمع آمناً وعادلاً وحراً، والله عز وجل يقول: ﴿إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي﴾ على الدولة أن تنشر العفة والنزاهة والأمانة والرفق، وتنشر في ربوع الوطن الذي تحكمه كل فضيلة وأن تقمع كلَّ رذيلة، وأن تتعاون مع الموجهين والمعلمين والمدرِّسين وأصحاب المنابر المختلفة من أجل نشر الفضيلة وإزالة الرذيلة.

واجبات الدولة نحو الشعب العدل والأمان بكل أنواعه والحرية والفضيلة.

أسأل الله عز وجل أن يوفقنا من أجل أن نتعاون، ومن أجل أن يستشعر كل منا بواجباته، فكلٌ منا في النهاية يمكن أن يكون حاكِماً، فالرجل في بيته حاكم، والأستاذ في مدرسته حاكم، والضابط في ثكنته حاكم، والطبيب في مستشفاه حاكم، لذلك أخاطب الدولة بشكل مباشر، وأطالب كل الذين ينتمون للرعاية، لكونهم راعين في أن يقوموا بهذه الواجبات، لأننا إن قهر بعضنا بعضاً، فلن يولِّد القهر إلا الانفجار والفوضى . أسأل الله أن يوفقنا في هذا الوطن الحبيب من أجل أن نكون إخوةً متعاونين، تتعاون الدولة مع الشعب، ويتعاون الشعب مع الدولة، وها أنذا أقول: إن أكبر معروف يمكن أن تتحلَّى به الدولة هو العدل، وإن أكبر معروف يمكن أن يتحلَّى به الشعب إذا ما تحلَّت الدولة بالعدل هو الوفاء، وإن أفظع منكرٍ يمكن أن ترتكبه الدولة هو المكر، وأفظع منكر يمكن أن يرتكبه الشعب هو الغدر، فاللهم جنبنا الغدر والمكر ومتعنا بالعدل والوفاء والأمانة والرعاية، إنك على ما تشاء قدير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لمشاهدة هذه الحلقة على يوتيوب لطفاً اضغط هنا

لمتابعة موقعنا على الفيس بوك لطفاً اضغط هنا

التعليقات

lamis

تاريخ :2014/09/27

merci bcp ms

شاركنا بتعليق