الأستاذ الدكتور سماحة مفتي حلب: أرجو أن تبين لنا معنى "البغي" في الفقه الإسلامي، وما عقوبة البغاة، وشكراً دائماً لكم.
الإجـابة
الأحد 26/4/2009
لقد عرف فقهاء الحنفية البغي على أنه الخروج عن طاعة إمامة الحق بغير الحق, وأما المالكية فعرفوه بقولهم: الامتناع عن طاعة من ثبتت إمامته في غير معصية بمغالبة ولو تأولاً، وقال الشافعية مخالفة الإمام بخروج عليه وترك الانقياد أو منع حق توجب عليهم بشرط وجود شوكة للمخالفين وتأويل وإمام لهم منصوب، وعرفه الحنابلة بأنه خروج قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ. وعرفه فقهاء آخرون بالخروج بالسيف على إمام عادل.
وأما عقوبة البغي فالأصل قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه" رواه مسلم.
وقد انعقد الإجماع على قتال البغاة كما نقل الفقيه الشافعي الشربيني في الإقناع.
وجاء في القانون السوري الجزائي المادة /195/ حول الجريمة السياسية التي تعادل البغي ما يلي:
1- الجرائم السياسية هي الجرائم المقصودة التي أقدم عليها الفاعل بدافع سياسي.
2- وهي كذلك الجرائم الواقعة على الحقوق السياسية العامة والفردية ما لم يكن الفاعل قد انقاد لدافع دنيء.
وعلى كل: فيا أخي نسأل الله أن يوفق الجميع للقيام بالحق والعدل وطلب الحق والعدل في كل الشؤون والأمور والله هو المستعان.
التعليقات