سماحة الأستاذ الدكتور:
وأنت الوطني الذي تحب وطنك، آمل أن تحدثنا عن عيد الجلاء وعن معانيه، وما الذي يجب علينا فعله فيه، وشكراً لكم.
الإجـابة
الاثنين 19/4/2010
عيد الجلاء أو يوم الجلاء، وأسميه يوم الإجلاء، هو يوم وطني بامتياز، وفيه نتذكر واجباتنا نحو وطننا، ونجدد معه العهد والوعد على أن نقوم بهذه الواجبات، أما الواجبات يا سائلي فهي:
1- الحب: ومن لم يحب وطنه فلا عهد له ولا أمان له ولا إيمان له، ولقد أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وطنه أيما حب، ولا أدلّ على ذلك من قوله لمكة حينما أُخرج منها: "والله إنك لأحب بلاد الله عندي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت" رواه الترمذي.
2- الحماية: وهنا نقسم الحماية إلى قسمين:
أ- حماية مادية: أي أن تحمي وطنك من كل سوء مادي "العدوان، والفقر، والمرض، والتلوث، والأوساخ، و..." وعليك أن تبذل قصارى جهدك في ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" رواه البخاري.
ب- حماية معنوية: وهنا يجب عليك أن تحمي وطنك من كل سوء معنوي "الانحلال والفساد، والجهل، والعنف، والكراهية، و...".
3- الرعاية: فلا تكفي الحماية من السوء والشر، بل عليك أن ترعى وطنك مادياً "زراعة، وصناعة، واقتصاد"، وأن ترعاه معنوياً "علماً، وتربية، وحسن أخلاق، ورقياً" وهذا كله لأن بينك وبين وطنك عهداً، والمؤمن من يفي بعهده، قال تعالى: (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم)، ولأن بينك وبين وطنك عقداً: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) ألا ما أجمل الوفاء للوطن، وما أعظم أن يكون الإنسان وفياً لمدرسته وجامعته وأسرته وشارعه ومعمله ومتجره ومسجده ومعبده، وكل ذلك وطنه.
فاللهم احفظ وطننا سورية من كل مكروه واجعله مزدهراً مجيداً وأعد إلينا جولاننا الغالي.
التعليقات