آخر تحديث: الثلاثاء 23 إبريل 2024
عكام
ggggggggg


فتاوى شرعية / جريدة الجماهير

   
معاني العيد ودلالاته

معاني العيد ودلالاته

تاريخ الإضافة: 2010/09/09 | عدد المشاهدات: 279
سيدي فضيلة الشيخ: هلا حدّثتنا عن معاني العيد ودلالاته، ونسأل الله أن يعيده علينا وعلى الأمة بكل خير وفضل وعطاء.


  الإجـابة
أيها السائل: جزاك الله خيراً. دُخِل على الإمام علي رضي الله عنه في يوم عيد فرئي يأكل خبز شعير فقالوا: يا أمير المؤمنين خبز شعير في يوم عيد ؟! فتبسم الإمام علي وقال: اليوم عيد من قُبِل بالأمس صيامه، وحَسُن بالليل قيامه، اليوم لنا عيد وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد. إي ورب الكعبة ما العيد إلا نظرة الرضا من المحبوب، وإعلان القبول من الرحمن، فإن قبلتم فيا عزي ويا طربي ويا عيدي، وإن أبيتم فليس لي وحقكم عيد. لكل قوم عيد، وعيدنا قبولنا في سجل الراضين المرضيين، عيد الفطر عيدنا بعد رمضان مقبول، وعيد الأضحى عيدنا بعد حج مبرور، وكلا العيدين يُدعى يوم الجائزة كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم، والجائزة سعادة، والسعادة فرحة قبول، وتعميق إنسانية، وتقوية ارتباط مع الله والإنسان والوطن. فرحة القبول: فرحة القبول أجمل الأعياد، فلنأكل ولنشرب ولنفرح، وقد دخل أبو بكر رضي الله عنه على سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان في بيت عائشة رضي الله عنها والمناسبة عيد، فرأى جارتين تغنيان فنهرهما أبو بكر رضي الله عنه وقال لهما: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا". تعميق الإنسانية: وتعميق الإنسانية مبتغى بناة الأمجاد، وهل الإنسانية إلا إيثار وتعاون وتباذل وتحابّ وتناصح وتزاور وتباسم ؟ وهذا ما يتجلى في العيد صلاة تحكي في اجتماع المصلين قصة اللقاء الخير المعطاء، وزيارات تحت اسم المعايدة، فيها كل مباهج الماضي الوضّاء وإعانات لا تمتُّ إلا إلى الأخوة والأخوة فقط، وهي تعبير عن الصفاء والوفاء. وفي العيد عادات الكرام لقد جرت ببر اليتامى وافتقاد الأرامل‏ و(إنما المؤمنون إخوة) لافتة يضعها المتعايدون على جباههم وفي أحنانهم وداخل إطار صدورهم يقرؤونها ويُقرؤونها. تقوية الارتباط مع الله: وتقوية الارتباط مع الله متطلع العباد من علماء وعباد. وناداهم عبادي لا تناموا ينال الوصل من هجر المناما‏ ينال الوصل من سهر الليالي على الأقدام واستحلى القياما‏ تمتين العلاقة مع الإنسان: وتمتين العلاقة مع الإنسان حكيناه في تعميق الإنسانية، ونزيد هنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ليكون دليلاً في تلك العلاقة فما أجمله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". تدعيم الاتصال مع الوطن: وتدعيم الاتصال مع الوطن وقرار بره لاشك من السَّداد، فسددوا أيها الصائمون القائمون المفطرون بحب الوطن أولاً لأنه أمانة، وأمانة غالية جداً من قُتل دونها فهو شهيد، وحمايته ثانياً من كل غاشم مخرب آثم وإن استلزم تضحية بالنفس بذلناها، وبعد الحماية ومعها رعاية تفترض البناء والنماء والتقدم والازدهار، تفترض وفاء بعهدنا ليكون الأجمل والأكرم والأعلى شأناً، وحسبنا أن نردد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الايمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان". فنعلق: أين شعب الوطن والأرض في شعب الإيمان هذه ؟‏ هل عددناها ؟ هل أحصيناها ؟ هل رعيناها ؟‏ اللهم وفقنا للقيام بواجبنا على النحو الذي يرضيك، وكل عام يا كل المسلمين في كل الدنيا وأنتم بخير عميم عليكم وعلى غيركم مالم يكن غاشماً معتدياً. وعندها فاللهم عليك به فإنه لا يعجزك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والحمد لله رب العالمين.

التعليقات

شاركنا بتعليق