آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
الإيمان واليقين

الإيمان واليقين

تاريخ الإضافة: 2017/01/04 | عدد المشاهدات: 1049
الإيمان صدقٌ واستمرار على الصدق وثباتٌ عليه إلى أن لا يكون هناك أدنى مجال لشائبة تكذيب تدخل عليه وعلى محلِّه الذي هو القلب، وهذا هو المطلوب عندما تُدعَى إلى الإيمان بالله أو بأمور أخرى هي من فروع الإيمان بالله: كالإيمان برسل الله ويوم الله وملائكة الله وكتب الله... أما اليقين: فهو التحقق بالإيمان في أعلى درجاته، فالإيمان يزيد وينقص بحسب معزِّزاته زيادة أو نقصاناً: (وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً). ومن المعزِّزات المجاهدة والاجتهاد: (فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون) حتى إذا ما أيقن المؤمن فقد كَمُل الإيمان وثبت: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) وحينها لا زيادة ولا نقصان، وتطابق ما في الخلَد مع ما في الحقيقة تطابقاً كلياً، وما في الخلَد هو العلم، وما في الحقيقة هو العين، والتطابق التام الكامل بين العلم والعين هو حق اليقين أو اليقين الحق. وأخيراً: لعل سؤالاً يُطرح ومفاده: في أول سورة البقرة: (يؤمنون بالغيب... وبالآخرة هم يوقنون) وصف المتقين بالإيمان عندما يكون متعلقه الغيب، وبالإيقان واليقين عندما يتعلق الأمر بالآخرة ؟ والجواب: لا يصلح الإيمان الذي يزيد وينقص من أجل الآخرة بل لا بد من اليقين بها حتى تتساوى مع مقابلتها الأولى التي يوقن بها الإنسان لأنه فيها، وإلا كيف يستوعب: (وللآخرة خير لك من الأولى)، (كلا لو تعلمون علم اليقين. لترونَّ الجحيم)، وجُلُّ المفسِّرين يقولون عن اليقين في قوله تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) إنه الموت، والموت أولى مراحل الآخرة وبوابتها وبابها. وشكراً لكم أيها القرَّاء الأعزاء. حلب 6 ربيع2 1438 4 كانون2 2017 د. محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق