قال لي وهو حزين: مؤتمر هنا ومؤتمر هناك، ذاك يقصي هذا، وهذا يقصي ذاك، وكل منهما – في النهاية – يعترف بالآخر إذا كان اعترافه ينصبُّ على أصل الإسلام إذ لا يمكن لأحد الطرفين – إطلاقاً – أن يرفع أو أن يزيل عن الطَّرف الآخر صفة الإسلام أصلاً، وهذا ما نريد أن ننطلق منه لنقول لهم أو لهما جميعاً: ما دمتم مسلمين في نظر بعضكم ولا يمكن لأحدكم أن يخرج الآخر من ساحة الإسلام بعد أن دخلها بقوة وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

إذاً: فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، وكل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه، هذا أولاً.

وثانياً: ما اختلفتم في تفسيره أو في تأويله أو في استنباطه يجعلكم تُدعَون: مدارس ومناهج ومذاهب ضمن دائرة واحدة وهذا ما يغني الدائرة ويجعلها متينة قوية.

وثالثاً: نناشدكم البقاء جميعاً في نفس الدائرة وأن لا يكون لكل مذهب دائرة منفصلة فتصبح الدائرة دوائر وهذا هو عين التنازع المنهي عنه: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم...) وكذلك هذا هو عين ما نهيتم عنه أن ترجعوا إليه يوم قال سيدنا جميعاً محمد صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" بعد أن يكفِّر بعضكم بعضاً، فهل تسمعون يا أيها المجتمعون في كل مكان من الشيشان أو من الكويت أو من أي جغرافيا أخرى تنوون عقد لقاء ثالث فيهما بعدهما...

حلب

28/4/2017

محمود عكام