آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
دور الإيمان في الدَّعم النفسي

دور الإيمان في الدَّعم النفسي

تاريخ الإضافة: 2018/01/03 | عدد المشاهدات: 839
New Page 1

فأما الدَّعم النفسي فهو: تقوية داخل الإنسان وتمتينه، فالإنسان بقلبه قبل جسمه، وبجنانه قبل لسانه، ويرحم الله القائل:

أقبل على النفس واستكمل فضائلها         فأنت بالروح لا بالجسم إنسان

فإن سألت عما يُقوِّي داخلك ويُمتِّن جنانك: فإنه الإيمان بالله، وهذا الإيمان المنشود ذو ثلاث صفات: الإحسان، والتسليم، والرحمة.

أ- أما الإحسان: فإنه الإتقان: ولا سكون الإتقان إلا إذا استشعر العاقل رقابة أحد له، فكيف به والله خالقه يراه ويرقبه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراع، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، ومن ناحية أخرى: فالإنسان هو الإحسان، بَيْدَ أن النون هناك نون النشأة، والحاء هنا حاء الحياة والحياء اللذين هما وجها الإنسان المادي والمعنوي.

ب- وأما التسليم ونعني به: الاعتقاد بأن الفعَّال المطلق هو الله، وكل شيء بإذنه، وليس من مؤثر حقيقة إلا هو جلَّ وعلا: (واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف). كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ج- وأما الرحمة: فإننا نبغي إيماناً رحموياً يطمئننا ولا يقلقنا، ويريحنا ولا يتعبنا، وتقرُّ معه قلوبنا ولا يرعبنا... فالله خلقنا عبر تجلي الرحمانية (الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان)، وعلَّمنا وأنسننا عبر ذات التجلي، ولذلك فعلينا أن نبرهن بالرحمة نتعاطاها في شؤوننا كلها على إيماننا، وإلا فالإيمان المبرهن عليه بالشدة والعنف ليس إلا وساوس وهواجس، فـ: (من لا يرحم لا يرحم) كما جاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القائل أيضاً: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). والرحمة التي ننشدها: عطاء نافع برفق لكل مَن حولك ولكل ما حولك.

فهيا يا أيها المرشدون والمربون إلى دعم النفوس بالإيمان الموصوف قبل أن تنهار النفوس وأنتم تظنون أنها تتنامى وتربو... والله من وراء القصد.

حلب

3/1/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق