يا أيها الناس جميعاً على اختلافِ أديانكم ومذاهبكم وأعراقكم وألوانكم ولغاتكم وأحزابكم: اعلمُوا علمَ اليقين أنْ لا إنسانيَّة تتَّصفون بها إن أنتم جافيتم الرحمة. فأهمُّ برهانٍ عليها (إنسانيتكم) رحمتكم، ورحمتكم أقوى دليل على إيمانكم: (قال ربِّ اغفِر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين)، و: (لقد جاءَكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكُم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم). ووردَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قوله: "ارحمُوا أهلَ الأرضِ يرحمكم أهلُ السَّماء" فإن لم ترحموا فلستم على شيء حتى ترحموا وتتراحموا.
واليوم: أين نحن من الرَّحمة أيها المسلمون وبعضُنا يفترس بعضاً ؟!! وكلُّنا لا يكادُ يخلو عِرضُه من انتهاكِ جُلِّنا له ؟! وكثيرٌ منَّا يعتدي على آخرين منَّا غيرَ مُبالٍ بما سيكونُ من عواقبَ وَخيمة له في الدُّنيا والآخرة ؟!! نَعَمْ، الجارُ لا يَسْلَمُ من جاره، والمواطنُ من مواطنه، والقريبُ من قريبه، والأبُ من ابنه، وحتَّى الواحدُ من نفسِه... فالَّلهم أنزِل على أمَّتنا وأممٍ أخرى حكمةً وعقلاً وسَداداً في العلاقات فيما بينهم يا رب العالمين.
حلب
22/3/2018
محمود عكام
التعليقات