آخر تحديث: السبت 27 إبريل 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
يُحكَى أنَّ - 8 -

يُحكَى أنَّ - 8 -

تاريخ الإضافة: 2018/03/29 | عدد المشاهدات: 740
New Page 1

يُحكَى أنَّ: مجموعةَ قبائل كانت تعيش مُتجاورة في بقعةٍ ما من هذه الأرض الفسيحة، وتنتمي كلُّ هاتيك القبائل إلى أرومة واحدة، وتتكلم لغة واحدة بلهجات متنوعة، وكان حاكم كل قبيلة قد وصل إلى الحكم بطريقة معينة متشابهة أو مختلفة، والمهم أنهم جميعاً يحكمون، يجتمعون تارة ولا يجتمعون أخرى، يتواصلون وقد لا يتواصلون، تحكم علاقاتهم أمزجة من غيرة وحسد وتنافس يمكن أن لا يكون شريفاً، ورفع كلٌّ منهم شعاراً عريضاً كبيراً: من عدالة إلى كرامة إلى شهامة إلى سخاء إلى جود إلى... وطلبوا جميعاً كلٌّ من أفراد قبيلته (ولا سيما المتكلمون) أن يعلنوا أنهم الأفضل والأرقى والأنعم والأحسن، واذكروا هؤلاء صاحب الفضل (بالاسم) رئيس القبيلة فاستجاب مَن استجاب من المتكلمين البلغاء وأعرضَ مَنْ أعرض، لكنَّ المشكلة لم تَعُدْ هذا الوضع بل تفاقمَ الأمر ليصِل إلى حدٍّ يقول فيه رئيس قبيلةٍ ما لأفرادِ قبيلةٍ أخرى: لا تمدحوا رئيسَكم وزعيمَكم بل عليكم أن تذمُّوه وتحتفظوا بعباراتِ المديح لتكيلوها لي، حتى إذا رفض أحد المتكلمين في القبيلة الثانية فأدَّى بعضَ ثناءٍ لزعيمه اتُّهم من قبل أفراد القبيلة الأولى وعلى رأسهم زعيمُها بالخيانة أو النفاق، والمهمُّ يا هؤلاء اسمعوا وأطيعوا وإلا صرفنا أموالنا لتكون عذاباً عليكم ووبالاً على أجيالكم - يا هؤلاء – أيها الزعماء على كل القبائل: ليعمل كلٌّ ضمن قبيلته وليُسالم القبيلةَ الأخرى حاكماً وافراداً فإن كان لا بد فبالكلمة النَّظيفة دون الشتم ورفع السلاح والاستقواء، أو أجمعوا أمركم جميعاً وكونوا قبائل في قبيلة وولُّوا عليكم خياركم حقاً. إنه خيارٌ شبه مستحيل ولكن لا بدَّ من عرضه وإنا على يقين برفضه.

حلب

29/3/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق