فأينَ أنتم من قولِ المولى جلَّ شأنه: (إنَّما المؤمنون إخوة)، وقوله: (والمؤمنون والمؤمناتُ بعضُهم أولياءُ بعض)، وقول نبيكم صلى الله عليه وسلم: "المسلمُ أخو المسلم"، وقوله: "المؤمنُ للمؤمن كالبُنيان المرصوص"، وقوله: "المؤمن آلفٌ مألوف، ولا خيرَ فيمن لا يألَف ولا يُؤلَف" ؟!!

نعم أين أنتم من الجماعة تأتلفون فيها إخوةً متعاونين متضامنين متحابِّين: "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعى له سائرُ الجسد بالحُمَّى والسَّهر". وقد قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك: "يدُ الله مع الجماعة، ومن شذَّ شَذَّ في النار"، وقال: "عليكُم بالجماعة فإنَّ الله لَنْ يجمع أمتي إلا على هدى" وعلى هذا: فإذا كانت الجماعة قوَّتكم فإن الفرقة – لا شك – فشلكم وضعفكم: (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهبَ ريحُكم)، (إنَّ الذين فرَّقوا دينَهُم وكانوا شيعاً لستَ منهم في شيء).

واعلموا علم اليقين أن لا نجاحَ لكُم في الدُّنيا ولا فلاحَ لكُم في الآخرة إلا بذلك. وها أنذا أردِّدُ على مسامعِكم وأفئدَتكم ما قالَه سيِّدُنا ومعلِّمُنا محمَّد صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه وقد رآهم جالسين مُتفرِّقين: "اجتمعوا اجتمعوا" فاجتمعوا... فهل نقتدي بهم فنجتمع على ما يُرضي ربنا جلَّ شأنه وينفع عباده ويعمر أرضه وبلاده ؟!! ألا هل بلغت... اللهم فاشهد...

حلب

4/4/2018

د. محمود عكام