آخر تحديث: الأربعاء 27 مارس 2024
عكام


كلمة الشـــهر

   
يُحكَى أنَّ – 8 –

يُحكَى أنَّ – 8 –

تاريخ الإضافة: 2018/08/22 | عدد المشاهدات: 593
New Page 1

يُحكَى أنَّ: شركةً يرأَسُها اثنان، أو بالأَحْرى يتولَّى إدارتها شخصان يدَّعيان أنهما معاً وينتميان لمرجعيةٍ واحدة، لكنَّهما في الحقيقة مُختلفان، واختلافُهما أضحَى مكشوفاً بل مفضُوحاً، ولكنَّهما يظُنَّان أنَّهما بمعزل عن أن يعرف ما بينهما من إِحَنٍ أحد. وقد أثَّر اختلافُهما سلباً على الشَّركة المنتِجة ما ينفعُ النَّاس في علاقاتهم العامَّة وسُلوكهم بشكلٍ عام، وهكَذا أصلاً يجبُ أن تَكون، لكنَّها ولاختلافِ مُديرَيْها وتنافُسِهما غير الشَّريف غَدَت ضَائعةً ومضيّعة، وأصبحَ عمَّالها القائمون عليها في انشغالٍ عن أعمالهم ليُفكِّروا في أي الشَّخصين الشَّريكين يدعَمُون لأنَّهم يُنافقون بل وله يُعظِّمون ويُبجِّلون حتى ولو لم يكُن يستحقُّ ذلك، ولكن من باب "الشَّطارة والجَكارة" كما هو في قاموس العاميَّة لدينا، واستمرَّ الأمرُ على هذه الحال إلى أن جاءَ صاحبُ الشَّركة من حيثُ كان (وقد كانَ حيثُما كان ولا نعرِفُ ما الذي شَغله ولفَته) وطلبَ من الشَّخصين تقريراً مادِّياً ومعنَوياً واجتماعياً وإنتاجياً عن الشَّركة، فما لبثَ المديران إلا أن قالا بصوتٍ واحد مُتَّهما ًكلٌّ منهما الآخر بوقوفه وراءَ كلِّ ما حلَّ بالشَّركة من تقصيرٍ بَلْه فسَاد، وسكتَ صاحبُ الشَّركة هُنيهة ثم قال: ارجِعا وعُودَا إلى حيثُ كنتما في الشَّركة قبلَ استلامِكُما الإدارة والتَّوجيه، وسأتولى بنفسي الإدارة مُستَشيراً ومَستَعيناً ببعضِ مَنْ تابعَ العمل في الشَّركة بوَفاء ولم يلتَفت إلى ما كانَ بينكما لا بالسَّلب ولا بالإيجاب ونأَى بنفسِه عن أن يكونَ مع هذا أو ذاك، واعذُروني إن قلتُ – في النهاية – فعلاً: أعطِ القَوسَ باريها، والصَّديق من صَدَقك لا مَنْ صَدَّقك، والمنصِبُ أمانة فلا تُعطِه من يَطلُبه ويسعَى إليه، بل أسنِده إلى مَنْ هو أهلٌ له وهَربَ منه، فهَل أنتم مُدركِون ؟!!

حلب

22/8/2018

محمود عكام

التعليقات

شاركنا بتعليق