قلتُ لهم وأنا أحدثهم عن ضرورة إقامة علاقات طيبة متينة خيرة موفقة مع مَن تطلق عليهم مصطلح "الأخوة": إنها خمسة أمور تستلزمها هذه العلاقة المنشودة المبرورة، أولها:المفاتحة، وثانيها المصارحة، وثالثها المناصحة، ورابعها المسامحة والمصالحة، وخامسها المصافحة. وتخيل معي يا قارئي أخوة خالية الوفاض من هذه المصطلحات فما هي – آنئذ – إلا هباء ومحض ادِّعاء، فدعني منها ودعها مني، وعلى هذا فهيا إليها جميعاً مبتدئين بالمفاتحة وقد مزجت بالرفق ثم بالمصارحة وقد رافقتها وعانقتها الأذواق، وبعدها المناصحة وقد احتضنتها الرحمة لتأتي المسامحة والمصالحة وقد غمرتهما الفرحة، ويتم الافتراق بالمصافحة وعلى المصافحة، وما عليك يا أيها الإنسان إلا أن تتبنى هذه المنظومة مع أسرتك وأفرادها وعشيرتك وأعضائها ومجتمعك ومكوِّنيه ودولتك ومواطنيها، وكن على يقين أنها إن لم تكن فسيحل محلها: مفاضحة ومسالحة ومسافحة ومواقحة و...

فاللهم نبرأ إليك من كل ما يسيء إلى علاقات الإنسان بما حوله وبمن حوله، ونسألك حسن العلائق مع سائر الخلائق.

حلب

19/11/2019

محمود عكام