دلائلُ الإيمانِ أخلاق، وأهمُّ الأخلاق الرَّحمة، والرَّحمةُ لها تجليَّاتٌ كثيرة وفيرة، ولعلَّ التَّجلي المعيشي هو اليومَ من التَّجليات الهامة والهامة جداً، فيا تُجَّارَ الأقوات والأطعمة والأشربة وما يحتاجه الناس ليعيشوا وتستقيم أجسامهم: تَراحموا، واعلموا علمَ اليَقين أنَّ مَن لا يَرحم لا يُرحَم، وأنَّ من عَسَّر على الناس مَعيشتهم عَسَّر الله عليه، والخِطابُ أُوجِّهه – أيضاً – إلى المسؤولين والقائمين على الرقابة، فيا هؤلاء: ارحَمُوا وتابعوا وراقبوا ولا تَتساهلوا ولا تَغُضَّنَّ الطَّرفَ عن المفسد والمحتكر والرَّابح الفاحش والمهرِّب وسائر المضرِّين بالعيش ومُقوِّماته المادِّية من طعامٍ وشرابٍ ودواءٍ ولباس، نُناشدكم الله، ونُناشدكم ضمائركم، ونُناشدكم وَطنيتكم، ونُناشدكم مستقبلَ أولادكم وأحفادكم، لا تَدَعُوا الرَّحمة تُرفَع منكم ومن صُدوركم وقلوبكم، إذاً فسَتَخسرون إنسانيتكم إن كُنتم تُدرِكُون.
حلب
29/4/2020
محمود عكام
التعليقات