آخر تحديث: الجمعة 19 إبريل 2024
عكام


خطبة الجمعة

   
الفوائد المرجوة من الحج

الفوائد المرجوة من الحج

تاريخ الإضافة: 2006/01/06 | عدد المشاهدات: 2804

أما بعد، أيها الإخوة المؤمنون المسلمون:
ذهبَ من ذهب لأداء مناسك الحج، ونسأل الله عز وجل أن يتقبل منهم، وبقي من بقي، وأسأل الله عز وجل أن يعطي أجر الحج لمن بقي، لأن نية من بقي أن يحج؛ لكن العوائق وقفت أمامه وحالت دون تحقيق مراده.
هذه الفريضة العظيمة فريضة الحج، كنت أفكر يوم عدت من فريضة الحج السنة الفائتة: ما الذي يمكن أن يحصله الإنسان من هذه الفريضة؟ ما القيم التي يجنيها من هذه الفريضة؟ لاشك بأن القيم كثيرة والفوائد وفيرة والنتائج الطيبة غزيرة، لكني لملمت هذه الفوائد وهذه النتائج لأجعلها في ثلاث قيم:
قلت: إن فريضة الحج إذ تؤدى تفرز ثلاث قيم وهذه القيم الثلاث نافعة، ناجعة، مفيدة.
القيمة الأولى التي تفرزها فريضة الحج فيك هي: طاعة الله والإخلاص له. فالإنسان الذي يحج يعنون حجه بالتلبية، وهل التلبية إلا عنوان إخلاص لله عز وجل وعنوان طاعة! وهل التلبية إلا محاولة ومجاهدة من أجل أن تتدرب على الإخلاص في أعمالك لربك! وهل التلبية إلا جهد تبذله من أجل أن ترتقي بأفعالك إلى مستوى أقوالك وأنت تلبي، أوليس الملبي يقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
لبيك اللهم لبيك: يعني هذا الحاج أضحى جاهزاً من أجل أن ينفذ أوامر ربه وطلبات ربه وطلبات نبيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومن هنا كان أفضل الأعمال في الحج كما ورد عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما سئل أي الحج أفضل قال: "العجّ والثج". والعج هو رفع الصوت بالتلبية، والثج هو الذبح. العج هو رفع الصوت بالتلبية، لبيك اللهم لبيك، وهذا يدل على أن قيمةً قد حصلتها أو جهدت في تحصيلها، وأعظم بها من قيمة، أن تكون مخلصاً لربك، وأن تكون طائعاً لربك، ولقد ذكرت في الأسبوع الماضي (في اللطيفة) أن الإنسان في الحج يتعلم الإخلاص من خلال المناسك فأنت تطوف حول البيت وهذا العمل لا فائدة فيه سوى أنك تعلن الطاعة لربك، أمرك ربك أن تطوف فها أنت ذا تطوف، أمرك ربك أن تسعى فها أنت ذا تسعى، أمرك ربك عز وجل أن ترمي هذا المكان فها أنت ذا ترمي، أمرك ربك عز وجل أن تكون في عرفة وأن تقف جانب جبل الرحمة فها أنت ذا تفعل ذلك، لا فائدة مادية بل هناك حسب الظاهر خسارة مادية، هنالك تعب، هنالك مشقة، هنالك صرفٌ للمال، لكنك لا تفعل ذلك إلا لأن الله أمرك. إذاً القيمة التي تفرزها فريضة الحج طاعة لله وإخلاص له لبيك اللهم لبيك، لبيك عنوان الطاعة والمناسك التي لا تعرف معانيها ولا تدرك أبعادها سوى أن الله أمرك. المناسك تعلمك الإخلاص، طاعة لله وإخلاص لله قيمة تحصدها أيها الحاج من هذه الفريضة، ولقد ورد عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما روى ابن ماجه وسواه أنه قال: "ما من مسلم يلبي إلا لبى عن يمينه وشماله من شجر وحجر ومدر" عندما تكون هناك حول الكعبة في المزدلفة في عرفة في المسعى عندما تقول: (لبيك اللهم لبيك) كل شيء يلبي حولك يقول لك هذا الشيء: أنا ألبي لله اضطراراً فلتكن تلبيتك لله اختياراً، فما من شيء إلا يسبح بحمده اضطراراً فما عليك أيها الإنسان إلا أن تجمع عقلك على قلبك إلا أن تجعل بين عقلك وقلبك انسجاماً من أجل أن يصدحا 0أي العقل والقلب) بقولة هي: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
القيمة الثانية التي تفرزها فريضة الحج: لقاء الإخوة. صحيح أنك قد لا تحدث هذا المسلم الآتي من أندونيسيا أو من ماليزيا أو من أفريقيا ولكنك تنظر إليه أو تجتمع به بكلام أو بغير كلام تتذكر العلاقة بينك وبينه، وإذا سئلت هناك عن العلاقة الجامعة بينك وبين هذا الذي أتى من هناك، من أقاصي الدنيا إن كنت قد أتيت من شرقها فهو قد أتى من غربها، أو كنت قد أتيت من شمالها فقد أتى من جنوبها، إن سئلت عن العلاقة بينك وبينه فهل يَسَعك إلا أن تقول إن الأخوة هي التي جمعتنا، إن الاعتقاد الرابض في داخلنا والذي إن تُكلِّم وفصّل كان إيماناً بالله ، إيماناً بالرسول، إيماناً بالقرآن، إيماناً بالإسلام، الله ربي محمد نبيي، القرآن كتابي، الإسلام ديني. هذه هي محاور اللقاء، وعلى أساس هذه المحاور دعيتما بالإخوة، فأنتما أخوان وأنتم إخوة، والله عز وجل قال: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ الحجرات:10 من دون أن تكون الجغرافية عائقاً أو حداً أو حجاباً، ومن دون أن يكون العرق عائقاً أو حداً أو حجاباً ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ الحجرات:10، إنما الذين قالوا آمنا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبمحمد نبياً، إنما هؤلاء هم إخوة، والأخوة في النهاية هي أجمل رابط. بعد أن بحثت الإنسانية عن رابطة تربط بين أكبر قدر ممكن من الناس ما وجدت أفضل من الأخوة التي ربطها ربنا عز وجل بين من آمنوا به وبين من آمنوا برسله وكتبه وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى، إن رأيتم بديلاً عن الأخوة في مكان ما من أمكنة العالم فقدموه لنا، لم أرَ بعد بحث وجد ودراسة وتمحيص وجد في المتابعة، لم أر رابطة تجمع بين الناس أفضل من الأخوة التي جمع الله الرحمن الرحيم بنا الناس عليها، فقال: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ الحجرات:10، فليتذكر منكم من حجّ كيف أنه كان يلقى وهو يطوف الأسود والأبيض الأصفر والعربي والأعجمي ذاك الذي يتكلم اللغة التي لا يعرفها، وليتذكر كل من ذهب إلى الحج أنه كان يلقى في عرفة الأسود والأبيض والأصفر والأحمر والذي يتكلم اللغة الفلانية واللغة الفلانية وكيف كان يتحد معه وهم يقولون كلمة موحدة إِنْ هنا أو هناك، إن حول البيت أو في عرفة أوفي منى أو في مزدلفة: الله أكبر، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فليتذكر من ذهب منكم للحج عندما زار سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورأى أمامه أيضاً الأصفر والأحمر والأبيض والأسود وصاحب اللغة الفلانية والفلانية كيف أن الجميع تنطلق ألسنتهم لتقول: السلام عليك يا سيدي يا رسول الله، كيف أن ألسنتهم تنطلق بهذا السلام الذي استقبله ويستقبله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استقبال الحاني، استقبال المعلم الرحيم، استقبال ذاك الإنسان الداعي إلى الله على بصيرة برفق وحنان وأنس واطمئنان: "من صلى عليَّ من قريب سمعته، ومن بعيد بلغته" هكذا كان رسول الله ولا يزال يستقبل سلامات الناس المؤمنين به على اختلاف ألسنتهم وألوانهم. وأنا أقول لكم ومن منطلق تجربة شخصية أنني ما شعرت بالأخوة شعوراً حقيقياً، شعوراً انتاب داخلي ودخل في خلدي وسكن قلبي إلا عندما كنت في عرفة، وفي مِنى، وحول البيت العتيق، وعند زيارة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وكنت أخاطب نفسي ما الذي يجمعني بأولئك، ما الذي يجمعني بهذا الذي يلبس غير ما ألبس ما الذي يجمعني بهذا الذي يتكلم لغة غير التي أتكلمها، ما الذي يجمعني بهذا الذي يختلف لونه عن لوني، ما الذي يجمعني بهذا الذي أتى من مسافات بعيدة سحيقة فقطع المسافة في عشر ساعات عبر الطائرة، ما الذي يجمعني بهذا؟ قلت بكل بساطة وأجبت نفسي: لا شك بأن الأخوة هي التي جمعتنا وعليَّ أن أتعرف على حق الأخوة وعلى ما تقتضيه الأخوة، وهكذا فعلت، ولذلك في العام الماضي وبعد أيام الحج، ولما عدت من الحج حدثتكم عما تقتضيه الأخوة بيننا، حدثتكم عن حقوق الأخوة السلبية والإيجابية، حدثتكم عما يحرم أن نفعله مع الإخوة من غيبة ونميمة واستعلاء واستعداء وعما يجب أن نفعله من رعاية وعناية وعطف ومودة ولقاء وسلام وأمان واطمئنان. حدثتكم عن كل معاني الأخوة بعدما أديت مناسك الحج في العام الماضي.
القيمة الثالثة التي تفرزها فريضة الحج: شحذ الهمم إيجابياً. يعود الحاج وقد قلت أيضاً في اللطيفة القرآنية الأسبوع الماضي: إن ربي عز وجل قال: ﴿الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ البقرة: 197، شحذ الهمم والتزود من التقوى في الحج ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ البقرة: 197، قلت لكم لماذا قال الله: ﴿وما تفعلوا من خير يعلمه الله﴾ البقرة: 197 بعد قوله: ﴿فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال﴾ البقرة: 197، وأي خير فعلته وأنت لم ترفث ولم تفسق قلت لكم: إن عدم فعل الشر يعني أنك فعلت الخير، ليس ثمة مساحة بين الخير والشر فعدم فعل الشر فعل خير لذلك قال ربي عز وجل: ﴿فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وما تفعلوا من خير﴾ البقرة: 197، إن لم ترفثوا وتفسقوا وتجادلوا فقد فعلتم الخير﴿وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا﴾ البقرة: 197 فها أنتم في الحج لم ترفثوا ولم تفسقوا ولم تجادلوا، عودوا إلى بلادكم وأنتم محافظون على عدم الرفث والفسق والجدال، عودوا إلى بلادكم وأنتم متزودون بطاعة الله وحب طاعة الله والإخلاص لله، عودوا إلى بلادكم وأنتم متزودون بحق الأخوة وما يفرضه عليكم هذا الحق عودوا إلى بلادكم وأنتم متزودون بهذا الذي فعلتموه واكتسبتموه في الحج.
فإذا ما أفرز الحج في النهاية هذه القيم الثلاث عند ذلك يا أخي الكريم ستعود من الحج وقد غفر ذنبك لا شك في ذلك، فمن حج كما قال سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في البخاري ومسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" ويقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح مسلم: "إن الحج يهدم ما كان قبله" أي من ذنوب وآثام، ويقول صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في البخاري ومسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
أيها الإخوة: مالي أراكم وأرى نفسي زاهدين في فضائل نحصد نتائجها يوم القيامة؟! هل بعدت قلوبنا عن أن تكون متطلعة ليوم القيامة ولخير نرقبه في يوم القيامة، ما بالنا حينما نتحدث عن ثواب الآخرة ننظر إلى أنفسنا فنرانا زاهدين، ما بالنا عندما يحدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الجنة نستمع إلى هذا الحديث كأن الجنة أسطورة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وهل أنت على ضمانة من أجل أن تعيش إلى أيام قادمة حتى تزهد في الجنة البعيدة حسب رأيك، الجنة أقرب إليك -إن كنت طائعاً وأخاً للمسلمين ومتزوداً بالتقوى- أقرب إليك من مستقبلٍ ترسمه لنفسك بعد غد أو هذا اليوم أو بعد سنة، وهل تستطيع أن تضمن لي في أنك ستعيش لغد أو لأسبوع أو للسنة القادمة فما بالك تؤمن بما سيأتي من الدنيا وأنت غير متيقن في مجيئه ولا تؤمن بخير سيأتيك في الآخرة وأنت متيقن بمجيئه، ستأتيك الجنة أو النار -لا سمح الله- لا شك في ذلك، لا ريب في ذلك، وإني لأرجو الله أن تكون الجنة هي التي تنتظرك، وعليك أن تؤمن بها وأن تعبر عن إيمانك بها من خلال أقوالك وأفعالك وحركاتك وسكناتك وها أنا أذكر عبارة لسيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنهما عندما وقف أمام أصحابه في يوم من الأيام وقال لهم: يا هؤلاء أمن الجنة تفرون! فوربّ الكعبة إن الجنة قريبة، وإن النار قريبة، وإن الأمل الذي تضعونه للدنيا بعيد. لأنك لا تدري متى سيكون اللقاء، متى سيكون لقاء الله عز وجل، أقول هذا الكلام وأعني بالدرجة الأولى أناساً ومن باب النصيحة لا أكثر ولا أقل أعني أناساً مكنهم الله عز وجل في أن يعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم فلم يفعلوا، مكنهم من أداء فريضة الحج جسماً ومادة فلم يفعلوا، أقول لهم لماذا لم تفعلوا وأنتم سمعتم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الحج يهدم ما كان قبله وبأن الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ماذا تنتظرون؟ تنتظرون السنة القادمة وقد مكنتم من الفريضة هذه السنة؟! تنتظرون، وهل تتصورون وتعتقدون وتجزمون بأنكم ستعيشون للعام القادم؟! أريد أن نغرس الإيمان في داخلنا وأننا خلقنا للدنيا والآخرة، وأنا خلقنا لآخرة متيقنة، أريد أن نغرس في أذهاننا وقلوبنا بأن الآخرة آكد من الدنيا، ربما ولد من ولد ومات إبان الولادة لكن هذا الذي ولد سيكون يوم القيامة حياً يرتع في الجنة هنا وهناك، لا شك في ذلك، كلنا إلى الآخرة سنؤول، وفي الآخرة لا نهاية، أما أننا في الدنيا فهناك النهاية، والأنكى من ذلك بالنسبة لنا أن النهاية مجهولة وأن النهاية غير معلومة، لم تفضلون المؤقت غير المعلوم على الدائم المعلوم، ما الذي يدفعنا لهذا؟! أملي في أن نعيد النظر مرة وكرة في إيماننا بربنا، في إيماننا بنبينا، في إيماننا بالآخرة وفي إيماننا بالجنة التي نحبها ونأمل أن تحبنا، أن نعيد النظر في إيماننا بالدار الآخرة التي هي الحَيَوان، أي الحياة الدائمة التي لا نهاية لها كما قال ربي :﴿وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون﴾ العنكبوت: 64، أملي يا شباب، والخطاب موجه بشكل أولي للشباب فالموت والنهاية المجهولة لا تتربص بالكبار فحسب، لكنها تتربص بالكبار والصغار، بالأمس ودعنا شاباً مات إثر حادث لم يتجاوز العشرين من عمره، هدم مع موته كل مستقبله الذي كان يرسمه، لكنه لن يهدم مستقبل الآخرة الذي بناه، فالموت يقضي على مستقبل بنيته أو تصورته أو خططت له في دنياك وأنا لا أدعوك بهذا إلى أن لا تخطط ،لا، فتخطيطك لمستقبل الدنيا جزء من عملك للآخرة ولكن أريدك ألا تنسى الآخرة، وألا تنسى تخطيطك للآخرة، لا أريدك أن تترك الدنيا وحاشا، ولا تحتاج إلى توصية في ألا تترك الدنيا فكلنا والحمد لله في مجال عدم ترك الدنيا لا زلنا متسابقين، إنني أوجه عنايتك إلى الإيمان بالآخرة، إلى عدم نسيان الآخرة، فـ: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" اللهم اجعلنا من الذين جعلتهم مغفورةً ذنوبهم، مستورة عيوبهم، اللهم اجعلنا من أولئك الذين يطيعونك ويخلصون بالطاعة لك، اللهم اجعلنا ممن يلتقي مع المسلمين على أساس الأخوة التي عقدتها بينهم يا رب العالمين، اللهم اجعلنا ممن يتزود بالتقوى في كل مكان يكون فيه، اللهم آمين، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير إلهنا، أقول هذا القول وأستغفر الله.

التعليقات

شاركنا بتعليق