عاد عيد الحج والأضحية والمسلمون
على ما هم عليه من صوريَّة إسلامية ومجانفة لروح وحقيقة الإيمان والإسلام ، وما
كلامي هذا بتقليدٍ أو تقريعٍ أو تهويل لكنه بعض معاناة يعيشها كل مسلم يفكر ولو
قليلاً ويَعِي ولو يسيراً ، فكم من " حجٍّ " حجَّ المسلمون منذ خمسٍ وخمسين سنة
، أي منذ احتلال فلسطين وإلى اليوم ؟! وكم من أضحيةٍ ذبح المسلمون منذ ذيَّاك
الوقت وإلى لحظتنا الراهنة ؟!
والجواب : هنا وهناك كثير ووفير أي حجٌّ كثير وأضاحٍ وفيرة ، والسؤال الذي
نبغيه هو : كم حكمةٌ من حكم فريضة الحج تحققت ؟ وكم ثمرةٌ من ثمار الأضحية
أينعت ؟ أما حِكم الحج فأعلاها : وحدةٌ وألفةٌ ومحبةٌ وتشاورٌ بين المسلمين ،
فهل حَدَث هذا ؟! وأدناها كَفُّ أذىً عن بعضنا ، فهل كَفَفنا أو امتنعنا ؟
وأما ثمار الأضحية فأوجهها بذل بعض المال وشيء من النفس في سبيل رفعة كلمة الحق
، كلٌّ في مجاله وميدانه ، فهل كان شيء من هذا ؟!
وأضعفها بحثٌ عن فقير واكتشاف مسكين ليتولاه الغني ويعلن برعايته إيَّاه
عنواناً من عناوين الأخوة : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلِمه ولا
يَحقره ) فهل ذاع في أحيائنا ومدننا وقرانا نزرٌ من هذا ؟!
عاد العيد والمسلمون لا يزالون صوريِّين ، وهم في الصوريَّة هزيلون ، فهل يُجدي
معنا النصح أم أنه ران على قلوبنا فما عدنا لأحكام شرعة الله من الواعين ؟!
على كل حال : كل عام يا مسلمون وأنتم إلى الحقيقة والحق سائرون ولو بخطوات
قليلة وئيدة والمهم أن تسيروا وتتجهوا ، فالطريق ذات الألف ميل تبدأ بخطوة .
كل عام يا سورية ويا أيها العالم العربي والعالم الإسلامي ، وأنتم إلى العدل
والشورى والحرية والجهاد ماضون .
وكل عام والحكومات العربية والإسلامية ترعى شعوبها بأمانة وعدل وخوف الله
ورعايته وعفو ومجانبة حيف وجور وظلم . وإلا فاللهم علمك بحالنا يغني عن سؤالنا
.
الدكتور محمود عكام
5 ذو الحجة 1424 هجرية
التعليقات