سيدي رسولَ الله، أيُّها الصَّادق المصدوق:
مِن ضياءِ نُورك أقتبس، ومِن فيضِ عَطائك أَستقي، ومِن قَسَماتِ جَبينك أَستنير، ومِن خَيرٍ عَميمٍ سَكَن إِهابَك أَنهَل، لأكونَ بالإنسانيةِ جَديراً، فلا والله مَا اتَّسمَ بلَمحات فَضيلة ولا تَحقَّقَ بمَعالم حَقٍّ مَن عَدَل عنك، ونَأَى عَن بابك وجَانبَ رِحابَك، كُلُّ الإنسانِ إن لم تَكُن له هَادِياً ضَالٌّ، وكُلُّ الصِّفات إن لم تَختمها بِنَداك جَرداء، وكُلُّ المعاني إِن حَارَت عَن مَساربك تَاهَت في بَيْدَاء اللغو المقفرة، فإن أَتيتُكَ اليوم – وقلبي لا يَنفَكُّ عن الإتيان كلَّ يومٍ إليك – فِلَعَرض شَكوى أرفَعُها مِني عَليَّ، ظلمتُ نفسي ظُلماً كَثيراً، وشَقيتُ بذنوبي شَقاء كبيراً، وقَصَّرتُ في حمل الأمانة أيّما تَقصير، ولم أبلُغ منها حتى النَّزرَ اليَسير، تشعَّبت مَسالكُ الشَّهوات، وجَفت فيَّ منابع الخيرات، وتعدَّدت طرائقُ الهوى، ورُوحي هَدَّتها عواصفُ النَّوى.
فأنتَ بابُ الله للمستغفرين، وأنتَ أنت الحريصُ على المسلمين وغيرِ المسلمين، وأنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيم بالمؤمنين، فاقبَلْ بحقِّ شَفاعتك شَكواي، واستغفِر لي ما قَد حملتُ من الأوزار عند الله، يا نورَ سِرِّي وسَلواي، فالفَمُ فيكَ مُعَطَّر، والقلبُ أنقى من كُلِّ نَقِيٍّ وأَطهَر، والروحُ نَفَخَها الحقُّ فيك عِصمةً لا تَعرِفُ الزَّلل ولا تتكَدَّر، أستودِعُك يا حبيبُ آلامي، ولي كاملُ الرَّجاءِ بربي أن يُحقِّق بِصَلاتِك آمالي.
الصَّلاةُ والسَّلامُ والأمانُ يا بهجةَ الحياةِ عليك، والخيرُ سَاقَه حُبَّاً إليك.
الدكتور محمود عكام
3/7/2023
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
ندعوكم لمتابعة قناتنا عبر برنامج التليغرام بالضغط على الرابط وتسجيل الدخول والاشتراك.
التعليقات